على إيران أن تعرف بأنها مهما عولت على طوابير خامسة لدينا، فإن الشعب الوطني المخلص للبحرين أكبر وأقوى وقادر على دحر كل سوء، وأنه ملتف حول قيادته
دائماً ما كنا نقول ونكرر، بأنك بمجرد ذكر «إيران» ستتكشف لك الكثير من الأمور، وأهمها أن أقنعة عديدة ستقع.
أولاً، سنشكر الرجل الوطني القوي معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله على تصريحاته الأخيرة، والتي هي امتداد لتصريحات وكلمات لرجال البحرين المخلصين والتي لا تقبل بأن تمس البحرين وترابها الطاهر وشعبها الطيب. كلماته التي أهم ما صنعته أن «أخرجت» الصوت الوطني موحداً من حناجر أبناء البحرين للدفاع عن بلدهم وللرد على المعتدي والمتطاول.
إيران، جارة السوء، والتي لن تزول أطماعها تجاه البحرين مهما حصل، ومهما طال الزمان أو قصر. هذه الجارة التي مازالت البحرين تمثل لها «شوكة» في الحلق، عجزت عنها طوابير خامسة عديدة تم تصنيعها هناك وتغذية عقولها المنتمية لفكر الولي الفقيه، وتدين بالولاء للمرشد الأعلى الإيراني، وتقدم كل ذلك على بلادها، التي تدعي كذباً وزوراً بأنها «تحبها» وأنها تريد الخير لها.
استنكر شعب البحرين «المخلص» بشكل كبير وواسع هذا التطاول الإيراني الجديد، وكلام المرشد الإيراني علي خامنئي، والذي قالت عن نظامه أمس منظمة العفو الدولية بأنه أعدم 700 شخص في إيران منذ مطلع العام. ومنظمة العفو الدولية نفسها التي يتغنى انقلابيو البحرين وموالو إيران بالداخل بتقاريرها وبياناتها بشأن البحرين، لكن ألسنتهم «تخرس» ولا يجرؤون على ذكر حرف واحد من بيان المنظمة بشأن «قبلتهم» الأولى إيران.
سيخرج قائل ويقول، طيب وماذا بعد هذا الإنكار الكبير لشعب البحرين «المخلص» لتصريحات خامنئي المسيئة هو وأزلامه وأتباعه وطوابيره الخامسة وأذيال نظامه؟! ماذا بعد؟! ما هي الإجراءات المفترض اتخاذها؟!
هناك من قال بأن أغلقوا السفارة واطردوا سفير جارة السوء، وهناك من النواب قائل بأنه سيتقدم بطلب نيابي بذلك، وهناك من قال أوقفوا «مجدداً» رحلات الطيران، وأي نوع من التبادل التجاري وغيرها من العلاقات.
ورغم أن هذه خطوات منطقية تتخذ مع أي دولة تتعامل معك بدافع الكراهية والحقد وتعقد لك الدسائس والمكائد، وتغسل أدمغة مواطنين لديك بالاعتماد على ولائهم المذهبي لهم، بل تدربهم وتمدهم بالمال والسلاح، إلا أن لعبة السياسة أكبر من ذلك، يكفي أن تدرك إيران بأنها ليست أمام دولة صغيرة بمثابة لقمة سائغة للبلع، عليها أن تعرف بأنها مهما عولت على طوابير خامسة لدينا، فإن الشعب الوطني المخلص للبحرين أكبر وأقوى وقادر على دحر كل سوء، وأنه ملتف حول قيادته في شأن الدفاع عن عروبة البحرين وكونها جزءاً من الخليج العربي، وأكرر للمرة الألف «العربي»، هذه الكلمة التي تدفع إيران وعملائها لـ»الهلوسة».
طبعاً إيران تجرعت مرارة الهزيمة في البحرين مراراً، وآخرها في 2011، حينما فشل عملاؤها في خطف البحرين وتحويلها لولاية تابعة لها، مثلما فشلت محاولة ابتلاع اليمن، وكذلك مد الأصابع لداخل مصر وغيرها من بقاع عربية، لو تأتى لإيران أن تنجح في مخططاتها لكان حالها كالعراق المحتل من إيران، أو سوريا التي تحولت لـ»مسلخ» إيراني كبير للأبرياء.
لكن أكثر ما تفيدنا حملة الاستنكار بالأمس، تركيزها على دعوة وزير الداخلية بضرورة أن يتكلم كل مواطن مخلص لبلده، ضرورة أن يدافع كل بحريني وطني عن بلاده، ولا يقبل السكوت أبداً في شأن يخص الوطن، الحياد بحد ذاته مرفوض ومشكوك في أمر صاحبه، فما بالكم بأصوات تنعق بالعكس، برزت في وسائل التواصل الاجتماعي وهم يدافعون عن إيران أكثر من الإيرانيين، وهم ينتقدون البحرين وكأنهم ليسوا بحرينيين.
هناك من سارع للتوقيع على بيانات بدافع القلق والخوف وإبعاد الشكوك، وهذا أمر مضحك خاصة من قبل مدعين للنضال ومدافعين عن إيران طوال العام، لكن اليوم الأسد الهصور أصبح أجبن من الجبن نفسه. وهناك من مارس التقية السياسية كالعادة، لكن لا ضير، هؤلاء عرفنا مواقفهم في انقلاب 2011، واليوم بدلاً من صراخهم «منصورين» هم اليوم «مقهورين» ولا حول لهم إلا إخفاء ولائهم للإيرانيين.
دعوة الأمس تمكنك بسهولة من معرفة حقيقة معادن الناس، حقيقة الوطنية التي يدعيها البعض، من تكلم ودافع عن بلده بشراسة معروفون، ومن في لسانهم ماء انكشفوا مجدداً، ومن سكت لا نحتاج لكلامه أصلاً، فسكوته واضح لماذا.
المثير لم يكن متابعة ردود فعل البحرينيين المدافعة عن بلادهم، بل المثير رصد صمت بعضهم الذين بعد أن سقطت أقنعتهم في 2011، وحاولوا لبسها مجدداً بعدها، عادت وسقطت أمس بقوة، فلا إدانة بحرف، لا تصريحات صريحة وواضحة.
قلناها ونكررها للمرة المليون، وستظل أسطوانة نشغلها دوماً لكل كاره للبحرين مدافع عن إيران ومبرر لإجرامها، إن كنت تموت على إيران، فاذهب وارتمي في حضن خامنئي، اذهب لهم هناك وارمي نفسك تحت أقدامهم، الخائن لا يشرفنا، والمنقلب على البحرين لا يستحق أن يسير فوق ترابها.