الدولة لها عيون تقرأ بها، وآذان تسمع بها، ولديها من الوزراء ما شاء الله، ولديها من المستشارين الكثير، وعليه فإن الحديث المتكرر عن إعلام «مقهور» يحاول التغاضي عن «حدث الساعة» في البحرين مما طالنا من جارة السوء إيران، حديث لن يأتي بجديد!
نعم، فالحديث عن أناس يسنون أقلامهم لشتم البحرين وتجريحها ولمز قادتها وطعن كل شيء فيها بشكل يومي و«يخرسون» و»ينشف حبرهم» حينما يأتي ذكر إيران واستهدافها لبلادهم، لن يضيف جديداً، طالما أن نتاجهم اليومي واضح للعيان، وتغنيهم بمن يتطاول على البلد ورموزه موثق ومكتوب.
هناك مسؤولون واجبهم حماية البحرين كبلد وشعب من المحرضين والمخربين، ومحاسبة «الطوابير الخامسة»، وتطبيق القانون على «مفبركي» الأخبار، ومزوري البيانات الرسمية.
وبالحديث عن هذه النقطة، هي مفارقة مضحكة حينما يتحدث الإعلام الأصفر عن المصداقية والشفافية، ويقوم بنشر صور من ينتمون للقاعدة وداعش وحتى المحكومين في قضايا من الطائفة الأخرى «السنة أعني»، في حين يقومون بمنع نشر صور ترسلها الداخلية وتبثها وكالة الأنباء الرسمية والتلفزيون الرسمي، وبعد التحقيق معهم واعترافهم وإحالة القضية للنيابة تمهيداً للمحاكمة، لأنهم من نفس الطائفة، ولأن -وهذا الأهم- فيها «إيران».
وهذا ما حصل بالفعل في «إعلام المصداقية والشفافية» يوم أمس، حينما مسحت الأسماء وحجبت الصور. ونحن أهل إعلام لسنوات طويلة وذوو خبرة وتمرس ندرك تماماً لماذا يتم حجب هذا ومسح ذاك وكيف يتم «التصرف» في نص خبري، وغيرها من أدوات صحافية تستخدم. لكن حينما تستخدم في بيان رسمي من وزارة سيادية تنقله وكالة أنباء رسمية، ومعني بقضية تمس «الأمن القومي» ومعني بتواطؤ داخلي لعناصر مرتبطة بإيران، الدولة العدوة في دسائسها للبحرين، لكنها الدولة التي تحظى بأكثر دفاع وتبرير من قبل هذا الإعلام وأقلامه، حينما يتم كل هذا، فإن «الاشتباه» يتحول إلى «اتهام» والاتهام المقرون بدلائل واضحة يفيد بأن هناك «تعاطفاً» بيناً وصريحاً من قبل هذا الإعلام مع من ألقي القبض عليهم واعترفوا بأنهم استلموا شحنات أسلحة قادمة من إيران، وأنهم تلقوا تدريبات على يد الحرس الثوري الإيراني هناك.
تحليل مضمون المكتوب، وتفسير المنشور وفق طريقته، أمور تكشف «الخط العام» لأي صحيفة أو وسيلة إعلامية، المواقف المتكررة في نفس القضايا والمسائل تجعلك تعرف أين «تميل» دفة كل وسيلة، هناك من ميلانه واضح لدولته ووطنه ولقيادته الشرعية وعروبته وخليجه، وهناك من ميلانه واضح ضد دولته باتجاه أعدائها ومع كل شيء يشوه صورتها ويسيء لها.
لسنا ممن يتعبون أنفسهم للرد على إعلام غير وطني أثبت مراراً أنه كاره لبلاده، طبل وزمر وهلل واحتفل بانقلاب 2011، إلى درجة أن الإشارة إليه تتكرر كل يوم بين السطور وفيها من الحسرة والألم الكثير، المنتصر هو من يكتب التاريخ، وانتصار البحرين كان انتصاراً للوطن والمخلصين من أبنائه، وعليه المهزوم هو الذي تراه يصرخ، وصراخه على قدر الألم.
لكن كلامنا هنا للدولة وللمعنيين، هذا الذي يحصل فيه من الاستهانة بسيادة الدولة الشيء الكثير، فيه من التطاول والتجريح والاستهداف ما يثبت بسهولة. ومن ظن بأن إعطاء الفرص -بعد الأداء الإعلامي المهلل لانقلاب الدوار قبل أربعة أعوام والفبركة الشهيرة التي نشرت حينها بدوافع الكذب للإساءة للبلد- سيعدل مسار البوصلة؟، ها هي الأيام تثبت بأن الظن في هؤلاء خاطئ. الكاره يظل كارهاً، والانقلابي يظل انقلابياً، ومن قال لك «ارحل» سيظل يقولها حتى في «قلبه».
ها هو معيار الوطنية يتجلى، ضبط أسلحة مهربة من إيران، وعناصر تعترف، والإعلام الأصفر لا ينشر أسماء ولا صوراً، ولو كانت الصورة مقلوبة، وهاجم خليجيون إيران وحاولوا إدخال أسلحة لها لرأيتم صورهم على الصفحة الأولى ولتركوا لطميات «البعثات» اليومية وكتبوا فيهم معلقات.
- اتجاه معاكس..
وزارة الداخلية بوزيرها القدير ورجالها الأكفاء الأبطال، تعجز الألسن والكلمات عن إيفائكم حقكم، عن شكركم على هذه اليقظة والتفاني والإخلاص. هي ليست المرة الأولى التي تكون فيها سداً منيعاً يدرأ عن بحريننا الغالية الخطر، ولن تكون الأخيرة، وهنا نسأل المولى القدير أن يحفظ «العيون الساهرة» من كل شر، وأن يجعل البحرين آمنة سالمة بفضله ثم بفضل جهودكم الجبارة.