اليوم المطلوب من الجميع استنكار ورفض التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للمملكة، والتي يجب إيقافها عند حدها ومحاسبة من يدين بالولاء لطهران وهو يعيش بيننا من جمعيات سياسية أو رجال دين أو جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني. فالبيان الذي أصدره معالي وزير الداخلية ودعا فيه كل بحريني وطني غيور ومخلص لتراب البحرين إلى اتخاذ موقف صارم إزاء هذه التدخلات الإيرانية السافرة؛ يؤكد أن إيران ضالعة في كل الأحداث التي وقعت في البلاد منذ 2011 بل قبلها، وبالتالي يجب أن يتم وقف هذه الدولة عند حدها من خلال تكاتف خليجي رادع وحازم واستخدام كافة الأساليب من أجل ذلك.
بات واضحاً بأن القيادة الإيرانية، ممثلة بخامنئي الذي عبر بشكل مباشر مدى الحقد والعداء ضد البحرين دون أية أسباب تدعوه إلى التدخل في شؤون البحرين الداخلية. واليوم يجب أن يتكاتف كل أبناء الوطن للوقوف في وجه إيران والوقوف خلف القيادة السياسية الرشيدة وأن يعبر الكل عن موقفهم الرافض لكافة أشكال محاولات طهران التدخل في الشأن البحريني، ومن يتخلف عن الاصطفاف الوطني يدل على قبوله بأعمال العنف والإرهاب. فهذه المرحلة تقتضي الوضوح؛ إما مع البحرين أو ضدها، فلا مجال للمجاملات والتقية السياسية التي سئمنا منها وأصبحت مكشوفة للجميع.
حقيقة كل شعب البحرين يدعو ويطالب القيادات الخليجية أن تسرع في إعلان الاتحاد الخليجي الذي سيكون صداً منيعاً في وجه إيران ومن يقف خلفها داخل الوطن وخارجه، فضلاً عن أهمية تقوية الجبهة الداخلية من خلال رصد الصفوف، ليكون كل البحرينيين جنوداً في وجه المخربين والانقلابيين الموالين لإيران التي لم ولن تنفعهم يوماً وتتخلى عنهم، وهذا ما حصل مع الحوثيين حين أوهمتهم بأنها ستقف معهم لتكون اليمن لقمة سائغة لهم ولكن قوى التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وقبلها في البحرين خلال فبراير 2011 حين أوهمت من يسمون أنفسهم ثواراً وتخلت عنهم أيضاً حينما دخلت قوات درع الجزيرة وكانت بعد الله سبباً في دحر هذا الانقلاب الذي لن يعود بوقفة أهل البحرين المخلصين وستكون كل محاولات إيران وأذنابها بائسة ولن تشق الصف الوطني.
إن حالة التخبط التي تعيشها إيران وانفلات مسؤوليها في تصريحاتهم الهوجاء يدل على تخبط وعدوانية هذه الدولة، وعلى رأسهم الخامنئي، الذي يصدر هذا الحقد الدفين ضد البحرين التي اختار شعبها منذ سبعينات القرن الماضي استقلاليتها لتكون دولة عربية في ظل أسرة آل خليفة، وكان ذلك بإجماع كل أبناء البحرين، واليوم تتكرر هذه الصورة الوطنية من خلال بيانات الاستنكار والشجب لتدخلات إيران السافرة، وهذا يؤكد صلابة الصف الوطني وولائه للوطن والقيادة بعيداً عمن ارتضى أن يرتمي في أحضان إيران ويخون تراب الوطن ويجعل نفسه ألعوبة في أيدي ملالي قم.
- همسة..
ننتظر من الجمعيات السياسية المعارضة التي تدعي الوطنية، وعلى رأسها جمعية الوفاق، إيضاح موقفها من أمن البحرين، ونتساءل حتى نرى بيانات تستنكر وتدين وتشجب التدخلات الإيرانية؟ أم إن هذه الجمعيات في خندق واحد مع طهران؟