ما تتعرض له البحرين ودول الخليج العربي من تهديد إيراني واضح وصريح ومباشر أصبح لا يحتمل لعبة القط والفأر بين الدولة في البحرين وبين مزدوجي الولاء فيها، فتلك اللعبة تصلح في زمن الرخاء الأمني، إنما الآن وبعد أن أصبحت المواجهة علنية فالأمر يتطلب حزماً واضحاً، كما أن الوضع لا يتحمل أي تباين في المواقف الخليجية بينها وبين إيران خلافاً للموقف البحريني منها، لذا فإن الأمر يحتاج تأمين البيت الداخلي البحريني وتأمين الموقف الخليجي معاً.
المواجهة علنية بعد التصريح الذي جاء على لسان رأس إيران، فهو وليس الداخلية البحرينية من قال إنه «سيدعم» بحرينيين يحملون الجنسية البحرينية وسماهم «بالمضطهدين من شعب البحرين» «وهو لا يشير إلى الشيعة من أهل البحرين، ولا بد أن نكون هنا واضحين، بل يقصد من يدين بالولاء له كمرجعية، وليس كل شيعة البحرين يقلدونه أو يقتدون به، فشيعة البحرين وكل الشيعة الآخرين الذين لا يقبلون بتقليده وبمرجعيته حالهم حال بقية المذاهب الإسلامية نراهم مطاردين مضطهدين في إيران في الأحواز في العراق وفي أي بقعة أخرى».
هو من أعلن أن له أتباعاً في البحرين وأن له مقلديه ويعدهم رعاياه وليست الداخلية البحرينية من قالت هذا الكلام.
خامنئي قال بلسانه إنه «سيدعم» مقلديه لذا فحين تطالب وزارة الداخلية من أي جماعات تقلد أي مرجعية غير بحرينية أن تعلن موقفها علانية فهي إنما تنتظر جواباً لخامنئي ولا تنتظر ولاء لها.
لذا فإننا نخص بالذكر من يدين بالولاء ويقلد خامنئي تحديداً، أو يدين بالولاء لأية مرجعية أخرى تدخلت أو ستتدخل في الشأن الداخلي البحريني سنية كانت أو شيعية ويقبل مقلدوها أو تابعوها برعايته دون احترام لسيادة الدولة، فإننا نطالبهم أن يردوا على مرجعيتهم ويعلموها الخط الفاصل بين سيادة دولتهم وبين صلاحيتها، ومن يتهاون في رده فإن ذلك يعد خيانة عظمى وعلى الدولة أن تتخذ الإجراءات القانونية تجاههم.
بعد هذا التصريح الواضح والمباشر لم يعد للتلاعب والفصل في الخطاب مكان، ولم يعد للمواقف المتضاربة مكان، وبعد كمية الأسلحة التي ضبطت في الأعوام الأخيرة من إيران والأخيرة خصوصاً لا مكان للمؤلفة قلوبهم بيننا، عليهم أن يحددوا موقفهم.
سحب الجنسية والحرمان من الخدمات أولى العقوبات، فنحن أمام خيانة عظمى الآن لا لبس فيها ولا تمويه أو تضليل، ولا تحتمل لعبة القط والفأر التي كانت تمارسها الدولة مع أصحاب الولاءات المزدوجة أيام الرخاء الأمني، نحن الآن في مواجهة صريحة أعلن عنها رئيس دولة معادية ومن يتبع هذا الرئيس ويعده مرجعية له بعد هذا التصريح عليه أن يقيم إلى جانبه ويتمتع بالامتيازات التي سيمنحها له.
لا يمكن أن تقبل أي دولة في العالم أن تمنح امتيازاتها لمن يدين بالولاء لدولة أجنبية معادية لها حتى وإن كان يحمل الجنسية، فهذه الجنسية عليها التزامات وليست مجانية ومن يخل بهذه الالتزامات يجرد من الامتيازات.
على الجانب الآخر لسنا في زمن الرخاء الأمني حتى نتهاون مع أي تفكك وتباين في مواقف الدول الخليجية تجاه إيران، على الدبلوماسية البحرينية أن تتحرك بجولات مكوكية بينية داخل البيت الخليجي فليس الوقت وقت استرخاء ووزير خارجية إيران يجوب المنطقة! أين حراكنا البحريني لضمان مصالحنا وتحييد أية فائدة تخرج بها إيران من هذه الزيارات؟ ها هو وزير الخارجية السعودي لا يسكن ولا يهدأ بين الدول الخليجية لضمان وحدة الموقف ووحدة السياسة الخارجية السعودية.
أن تستقبل دول الخليج وزير الخارجية الإيراني في هذا الوقت بدون أن تحمل البحرين دول الخليج رسالة واضحة تنقلها نيابة عنها فذلك قصور نلام عليه، رغم أننا لا نشك بأن الدول الخليجية محل النفس، ولكن ذلك لا يعفينا من مسؤوليتنا.