المثير في تعليقات الذائبين في هوى إيران من «المعارضة» في الخارج والداخل على حد السواء على الغضبة البحرينية ضد إيران أنها جاءت متطابقة مع التصريحات الرسمية التي أدلت بها المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم رغم تأخر تصريحاتها، والتصريحات الإيرانية وتلك التي أدلى بها أولئك الذائبون جاءت كما هو متوقع حيث من الطبيعي أن يرفضوا الاتهامات وصولاً إلى القول بأن «إيران من أكثر الدول حرصاً على عدم التدخل بالشأن البحريني» وأن «كل ما صرح به السيد الخامنئي هو أن إيران لا تريد التدخل بالشأن البحريني الداخلي»، وكأن كل من استمع إلى خطبة الخامنئي يعاني من صمم في أذنيه أو تخلف عقلي، فما قاله كان واضحاً وسهل الفهم ومباشراً، وهو أن شعب البحرين واحد من «الشعوب المظلومة»، وأن إيران لن تتوقف بسبب الاتفاق النووي عن دعمه ومناصرته!
ليس هذا فحسب؛ إنما سعت إيران والذائبون في هواها إلى اتهام البحرين بالسعي إلى توتير الأجواء في المنطقة والقول إن الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وإن هدف البحرين هو النيل من «الإرادة الجادة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواصلة ومتابعة سياساتها الإقليمية المسؤولة والمبنية على بناء الثقة القائمة على التعاون الإقليمي المشترك خاصة ضد تهديدات مثل التطرف والإرهاب»، بل واعتبروا غضبة البحرين «حركة» لإسقاط مشكلاتها على حبل الخارج وبغية الهروب منها!
من كان يتوقع غير هذا الرد وهذه التعليقات سواء من إيران أو الذائبين فيها والمهووسين بتجربتها الفاشلة فهو مخطئ، ذلك أنه لا يمكن للتاجر الذي يبيع بضاعة مغشوشة أو منتهية الصلاحية أن يقول إن بضاعته كذلك، حيث من الطبيعي أن يزينها ويمتدحها ويرفض كل من يقول إنها عكس ذلك، كما أنه لا يمكن للمجرم أن يقول عن نفسه إنه مجرم.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال ببساطة في مؤتمر صحافي في الكويت إن «يد إيران ممدودة لجيرانها»؛ وهو ما يعني باختصار أن إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها وأنها بريئة من كل الاتهامات التي وجهتها إليها حكومة البحرين.
ليس هنا المكان المناسب لنشر ما قاله الذائبون في هوى إيران رداً على اتهامات «بلادهم» لإيران، لكن كل أقوالهم جاءت منحازة لهذه الجارة الضارة التي حرصوا على الدفاع عنها دفاعاً مستميتاً في الفضائيات والإذاعات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، بل إن ما يسمى بائتلاف فبراير أصدر بياناً، لم تجرؤ على إصداره حتى أكثر التنظيمات الإيرانية انحيازاً لحكومة خامنئي وروحاني، ضمنته ما شاء لها من اتهامات لحكومة البحرين واعتبرت المناسبة فرصة لشحن العامة كي يواصلوا إساءتهم لوطنهم ويستعدوا لتنفيذ الفعاليات المعتمدة.
إيران اختارت الطريق السهل، وهو نفي الاتهامات الموجهة إليها وتوجيه الاتهامات للبحرين بدل التوضيح والدفاع عن الآراء التي صدرت عنها والأفعال التي تمارسها ويراها العالم كله رأي العين، والذائبون في هواها اعتبروا الأمر فرصة للتعبير عن تورطهم في هذا الحب وتأكيد الولاء للسيد الخامنئي، فقالوا كل ما أريد منهم قوله وما توقعوا أنه يعبر بصدق عما يكنونه لإيران من حب عميق. أي أن إيران والذائبين في هواها لم يلتفتوا حتى إلى الاتهامات ليتأكدوا من صدقيتها، فطالما أنها موجهة من حكومة البحرين وضد إيران وتنتقد قولاً للخامنئي فهذا يعني أنها مجرد ادعاءات لا يمكن تصديقها حتى لو توفر عليها مليون دليل ودليل، وهذا يعني أنهم يعتبرون خبر إلقاء القبض على المجموعة المتورطة في إدخال الأسلحة إلى البحرين عن طريق البحر قصة من خيال الحكومة طالما أنه ورد فيها اسم إيران.
التعليقات المتطابقة التي صدرت عن أفخم والذائبين في هوى إيران لا تدخل في باب تواتر الخواطر.