أعلنت وزارة الداخلية على حسابها الرسمي على «توتير» عن وقوع تفجير إرهابي بمنطقة سترة استهدف رجال الشرطة أثناء قيامهم بالواجب أسفر عنه استشهاد اثنين منهم وإصابة ثالث بإصابات بليغة. وقد تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، حيث تراوحت إصابات خمسة رجال شرطة بين البسيطة والمتوسطة.
على وقع هذا الخبر المزعج، استيقظنا في البحرين يوم الثلاثاء الماضي وحال لساننا يقول:» لقد عدنا إلى المربع الأول للأزمة البحرينية»!!
كلما حاولنا اللعب على ورقة السياسة وتحريض كل المجتمع على المضي في الاحتكام لجهة الحوار الوطني، وكلما نددنا بالعنف وإراقة الدماء في هذا الوطن الصغير، خرجت إلينا مجموعة من الموتورين والمجانين تحت عناوين «سرايا المختار» و»سرايا البطيخ» يباركون ويؤيدون الاحتكام إلى العنف والدم وكل أشكال الجنون، بل ويدفعون أبناء المجتمع نحو هذا الانحدار القاتل.
قبل الربيع العربي وفي أثنائه وبعده وحتى قيام الساعة، فإن موقفنا من العنف لن يتغير، ولن نقبل به حلاً لقضايا البحرين وغيرها من الدول التي تعاني موجات عنف لا يمكن تبريرها أو تمريرها أو السكوت عنها في مرحلة من أهم المراحل حساسية في التاريخ الإنساني.
إن الحادث الإرهابي الأخير الذي وقع في سترة هو أحد تلك النماذج المجنونة والغبية التي تؤكد ضرب كل أمل ممكن للحل السياسي في البحرين، وهي محاولة متعمدة لتقويض كل حل سياسي قادر على إنجاز بصيص من الأمل نحو فتح أفق في سماء المستقبل.
لا يمكن لأي جهة أن تقوم بهذا الفعل المدان وطنياً، إلا أن تكون مستفيدة منه في الشكل والمضمون والتوقيت، إذ من المستحيل أن ترضى جهة من الجهات البحرينية الخيرة بقبول عمل يتسم بالعنف في هذه الظروف تحديداً، سوى أن تكون لها أسهم واستثمارات باستخدام العنف لتحقيق أغراض شخصية أو سياسية ضيقة، وإلا لا يمكن لأي إنسان يفكر في مستقبل البحرين أن يقبل أو يتبنى العنف منهاجاً لسير عمله السياسي، سواء في السابق أو الحاضر أو حتى في المستقبل. أي عمل يفضي إلى الدم والموت فهو عمل إرهابي، بغض النظر عن الجهة التي تقوم به، ونحن في البحرين ندين حادثة يوم الثلاثاء البعيدة عن روح أهل هذا البلد الآمن، ونطالب كل الجهات بإدانة كل فعل من هذا النوع، وليقف الجميع في صف واحد لمحاربة كل مستفيد من الأزمة البحرينية من أولئك الذين يدفعون الوطن نحو المنزلق الخطير، كما نطالب كل العلماء والعقلاء والسياسيين في البحرين من تسجيل موقفهم الواضح والوطني ضد كل أشكال العنف، وهذا أقل ما يمكن لهم فعله في هذه المرحلة، أما المراحل القادمة فإنها تحتاج لنوايا صادقة وعمل وطني كبير.