لايزال الأخطبوط الإيراني يحاول التمدد بمشروعه الصفوي بأذرع خبيثة، والمسؤولون الإيرانيون يمارسون دور التقية في هذا؛ فمن المضحك أن تخرج علينا «مرضية أفخم» المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية بتصريح تدين فيه العمل الإرهابي البغيض الذي استهدف رجال حفظ النظام في جزيرة سترة بينما آثار الانفجار تحمل صبغة الحرس الثوري الإيراني الذي استباح لبنان وسوريا والعراق واليمن ويحاول زعزعة الأمن في البحرين، ولكنه يعلم جيداً بأن البحرين عصية عليه بعون الله سبحانه وتعالى ومن ثم قيادتها الحكيمة وشعبها الوفي العربي الأصيل الذي يعتز بعروبته ويرفض أن يكون تحت عباءة الولي الفقيه.
ولعل الوقفة الوطنية التي انطلقت بعد تصريح معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية عن التدخلات الإيرانية هي خير دليل وبرهان على أن شعب البحرين يرفض هذه التدخلات التي تصدر بين الحين والآخر من الولي الفقيه وزمرته وحرسه الثوري، والتي دائماً ما بين سطورها عبارات التحريض السافرة والسعي لإشاعة أجواء التوتر بين أبناء الشعب الواحد، والدولة الصفوية لم تراعِ في ذلك مبادئ حسن الجوار والقوانين والأعراف الدولية وميثاق الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
وحين أصدر معالي وزير الداخلية تصريحه الأخير عن التدخلات الإيرانية فإنه بالتأكيد وباعتباره رجل الأمن الأول جاء مبنياً على حقائق واضحة البرهان لديه من خلال إجهاض المحاولات العديدة والمتكررة لعمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات التي يصدرها الحرس الثوري الإيراني بأيدي بعض المغرر بهم، وبتخطيط من العناصر الإرهابية التي تم إيواؤها في معسكرات الحرس الثوري الإيراني وتدريبها على الأعمال الإرهابية وإرسالها إلى البحرين لتنفيذ مخططاتها الإرهابية.
وبالفعل لم يمر غير وقت قصير على تصريح معالي الوزير حتى أعلنت وزارة الداخلية عن إحباط مخطط جديد لتهريب الأسلحة والمتفجرات والقبض على العناصر الإرهابية التي تحاول إدخالها إلى البحرين لتنفيذ مخططاتها، من ثم جاء العمل الإرهابي الجبان الذي أودى بحياة اثنين من رجال الأمن البواسل.
إن نظام الملالي الإيراني لن يتوقف عن مخططاته الخبيثة أبداً، وهو نظام يسعى لتصدير ثورته إلى الخارج بينما الداخل الإيراني يرزح تحت خط الفقر والبطالة، وهذا لا يعني النظام الإيراني بشيء في سبيل نجاح مشروعه في إنشاء الهلال الشيعي، وخير دليل على ذلك تنقلات قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الخبيثة بين العراق وسوريا ولبنان واليمن من أجل تقديم الدعم اللوجستي للأقليات التي تؤمن بولاية الفقيه، والتي هي في حقيقة الأمر أداء بيد المرشد الإيراني لتنفيذ مخططاته في زعزعة الأمن في الدول العربية، لكن في الوقت نفسه ندرك جيداً بأن الكثير من الشيعة العرب يؤمن بأن انتماءهم للأرض التي يعيشون عليها ويعلمون جيداً ما يحدث لهم حينما يذهبون لإيران للزيارة من إهانة في المنافذ الإيرانية بسبب عروبتهم، وهذا يؤكد بأن مشروع إيران هو مشروع صفوي بحت.
تحية تقدير وإكبار لرجال أمننا البواسل بقيادة معالي وزير الداخلية، والرحمة والمغفرة لشهدائنا الذي قضوا في الأعمال الإرهابية، وحفظ الله البحرين وقيادتها وشعبها من كل مكروه