أين من كانوا يطالبون الدولة بحماية الأرواح والبلاد من خطر «داعش»؟ أين من قالوا «لماذا لاتزال الجهات المعنية في البحرين تغض الطرف عن المحرضين العلنيين والناشطين المتفاخرين بما تقوم به التنظيمات الإرهابية»؟ أين المؤسسة التي تحاول أن تصرف النظر عن الإرهاب وتصور ما يحدث بأنه قضية «اختلاف طائفي»؟ وأين من قال في لندن «إن ما يحدث في البحرين مجرد سحابة صيف»؟
فجميعهم كانوا مشتركين في تضليل المجتمع الدولي والتستر على الجرائم الإرهابية التي تنفذها الميليشيات الوفاقية، جميعهم كانوا يحاولون إحراج الدولة أمام شعبها، وحين تمر 4 سنوات والإرهاب في تزايد، يحرجونها عندما يطالبونها بالحزم وتسليح رجال الأمن وحمايتهم، وتنفيذ أحكام صارمة في قادة الإرهاب وإغلاق الجمعيات الصفوية، وها هم جميعهم أعلنوا تعاطفهم مع ضحايا تفجيرات المساجد الشيعية في الكويت والسعودية، يكتفون بالإدانة والاستنكار دون المطالبة بإجراءات صارمة وإنزال القصاص في الجناة والمحرضين والمؤيدين للفكر الصفوي الذي يسعى إلى تسليم الحكم إلى الموالين لإيران.
نعم إنهم الموالون لإيران الذين قادوا المؤامرة الانقلابية، الموالون لإيران الذين خرج بعضهم من السجن ليترحم على الإرهابيين ويتباكى عليهم ويسميهم «شهداء» ويبحث عن منازلهم ليقدم لهم التعزية، جميعهم مشتركون في سفك دماء رجال الأمن، وهم يتحملون الجريمة الإرهابية التي وقعت في سترة وجميع الجرائم الإرهابية التي حدثت من قبل، يتحملون إثم الدماء الزكية التي سفكت دفاعاً عن سيادة البحرين، وليست الدماء التي سفكت تلبية لدعوة «اسحقوهم».. نعم فقد لبوا فتوى «اسحقوهم» ودعوة «السيستاني»، وها هم يلبون دعوة «خامنئي» فهم جميعهم مسؤولون، ويجب أن يحاكموا كما يحاكم الإرهابيون في دول العالم.
فها هم الإرهابيون يحاكمون في دول الخليج بلا رأفة، وها هي دولة الكويت تسحب جوازات كل من يتعاطف مع «داعش»، إنهم جميعاً يحملون الوزر، وها هو وعد الله الذي جاء على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قال «لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار»، إنها الشراكة بالتحريض والدعم والدفاع عن القتلة، فجميعهم مكبون في النار، لذلك يجب ألا يأخذ لهم صرف ولا عدل ولا يلتفت إليهم ولا أن يخصوا بفضل ولا يجب أن يكون لأي منهم حسبة سياسية أو مناصب في البلاد، وها هو حديث رسول الله يؤكد أن المشتركين في القتل لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً، فكيف يمكن أن يكون أمثال هؤلاء في المجتمع المسلم، وكيف يمكن أن تنوط بهم مسؤوليات وأمانات رعية وهم من غدروا علانية، وها هم يعلنون ولاءهم لإيران ليس اليوم؛ بل منذ وصولهم للبحرين في «اللنجات»، فلم ولن يثمر معهم أي جميل تقدمه لهم الدولة.
نعود إلى دعواتهم للدولة للقضاء على الإرهاب التي ملأت صحفهم وتغريداتهم بعد حوادث تفجير مساجد للشيعة في السعودية والكويت، لنؤكد على هذه الدعوة، دعوة حق من لسان باطل، ونتمنى أن تحارب الدولة الإرهابيين وتقتلع جذورهم، فالبحرين شاركت مع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، فإذا بها مبتلاة بإرهاب يربو على عشرات السنين، إرهاب يضرب الأرض بكل قوة وهو أولى بالمحاربة، لأن منظماته وقادته معروفون، وقد أعلنوا المواجهة المسلحة منذ احتلالهم الدوار، وكان يجب أن يتعامل معهم كإرهابيين قادوا مؤامرة انقلابية ضد الحكم، ونفذوا عمليات إرهابية وارتكبوا جرائم قتل راح ضحيتها رجال أمن ومواطنون ووافدون.
تخفت الأصوات اليوم والتي كانت بالأمس تطالب بتعقب الإرهابيين، وتخفت تلك الأصوات التي تدعو إلى صلوات موحدة كي تخفي حقيقة المؤامرة الانقلابية، هذه الأصوات التي خفتت اليوم ستعود لتدافع عن الإرهابيين وتروي القصص وتشيع الشائعات حتى يقول إعلامهم الصفوي «إن حكومة البحرين تتعامل مع الشيعة بالضبط كما كان هتلر يتعامل مع اليهود».
قاتل الله الإرهابيين ولا أدام لهم نفساً.