من جديد تعود دوامة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم -أقدم بطولة كروية خليجية- لتطفو على السطح باحثة عن مصيرها في نسختها الثالثة والعشرين بعد أن تم سحبها من مدينة البصرة العراقية لأسباب فنية وأمنية لتتلقفها مدينة الكويت بوصفها المدينة الاحتياطية للبصرة، غير أن هذا الاحتضان يواجه أزمة جديدة بعد أن اكتشفت لجنة التفتيش أن المنشآت الكويتية غير مؤهلة لاحتضان هذا الحدث، وسوف يجتمع الأمناء العامون بالاتحادات الخليجية في الكويت يوم غد الاثنين وبعد غد الثلاثاء لحسم مصير هذه النسخة، بعد أن تبين أن أمر نقلها إلى الدوحة -أكثر الدولة الخليجية استعداداً لاحتضان البطولات الرياضية- أمر صعب نظراً لارتباط الدوحة بفعاليات رياضية في نفس التوقيت المخصص للبطولة!
هكذا يصبح مصير خليجي 23 في مهب الريح، وهو أمر مؤسف يضع مستقبل هذه البطولة على كف عفريت، وهي البطولة التي يعود إليها الفضل الأكبر في تطوير الرياضة الخليجية عامة وكرة القدم الخليجية خاصة.
الغريب في الأمر أن الكويت التي كانت رائدة في المجال الرياضي في منطقة الخليج، والتي احتضنت أول دورة رياضية مدرسية في المنطقة قبل أكثر من خمسين سنة وكانت أول دولة خليجية تأسيساً للنوادي الرياضية النموذجية وأول دولة خليجية تتأهل إلى نهائيات كأس العالم وأول دولة خليجية تتأهل إلى نهائيات كرة القدم في الدورات الأولمبية وأول دولة خليجية تفوز بكأس الأمم الآسيوية لكرة القدم وأكثر دولة خليجية حصداً لبطولة كأس الخليج لكرة القدم وأول دولة خليجية تحتضن مقر المجلس الأولمبي الآسيوي، نجدها اليوم عاجزة عن استضافة النسخة الـ23 من هذه البطولة بسبب تدني مستوى الملاعب الكروية، الأمر الذي يؤكد تراجع الرياضة الكويتية تراجعاً رهيباً يتطلب من القائمين على شؤونها تحركاً جاداً لإعادة الرياضة الكويتية إلى مكانتها المعهودة.
نأمل أن يتمخض اجتماع اليوم عن قرار إيجابي حاسم يتحدد من خلاله مكان وزمان النسخة الـ23 لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي يترقبها كل الخليجيين كل سنتين، بعد أن أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تراثهم الذي تعودوا على معايشته منذ النسخة الأولى التي احتضنتها البحرين في عام 1970.