بداية لابد من تثمين الأمر الملكي الصادر من جلالة الملك حفظه الله بشأن رجال الأمن المصابين في الحادث الإرهابي بسترة، والمعني بعلاجهم في الخارج إذا استدعت حالاتهم، وهو أمر سبقه أمر ملكي بعلاج 35 رجلاً من رجال الأمن المخلصين في الخارج إثر إصابات لحقت بهم جراء تصديهم لأعمال الإرهابيين أو استهدافات تعرضوا لها بهدف زهق أرواحهم.
شكراً لجلالة الملك القائد الأعلى للقوات البحرينية، وقائد هذه المملكة، والرجل الذي يلتف حوله المخلصون دوماً وأبداً بإذن الله، هذه هي مبادراته الأبوية وسعة صدره الدائمة، والتي طالت الجميع من أبنائه، حتى من يعارض هذا البلد وتطاول وحرض طاله في يوم من الأيام كرم جلالة الملك وسعة صدره، وتم الأمر بعلاجه في الخارج.
هذا الاهتمام الملكي برجال الواجب يثلج الصدر بالفعل، يأتي في وقت يقدم فيه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رمز الثبات في المملكة كل التقدير والدعم لرجال الأمن وللمنظومة الأمنية، ويعمل ويتفاعل معهم في سبيل تثبيت دعائم الأمن في البلاد وتطبيق القانون. وما التقاؤه بالأمس مع الرجل الوطني المخلص وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله إلا تعزيز لهذا النهج والشد على أيدي رجال الواجب، والتأكيد بأن الجميع معهم، قيادة وحكومة وشعب مخلص.
والله بتنا كمواطنين نحب هذه الأرض ونوالي ترابها ونخلص لقيادتها لا لغيرها، ولاؤنا للبحرين وحدها لا تهمنا مرجعية هناك ولا دولة طامعة ولا أجنبي، بتنا نخجل من تضحيات رجال الأمن في سبيل حماية الوطن والمواطنين، في سبيل تصديهم للمخربين والإرهابيين، ولكونهم الدرع الذي يصد عنا كل هذا الأذى.
أقل ما نقدمه لوزارة الداخلية ورجالها هو الدعم المطلق لجهودهم، مناصرة جهود وزيرها الرجل القدير في محله، مساعدتهم بشتى الطرق، أولاً من خلال التزامنا كمواطنين بمعادلة الحقوق والواجبات، بأن نكون في داخلنا رجال أمن، بداية على تصرفاتنا والتزامنا بالقوانين المنظمة للحياة العامة، وبعدها بالتعاون التام مع توجيهات الأجهزة الأمنية، والمساعدة معهم في سبيل التبليغ عن أية أمور من شأنها الإضرار بالسلم الأهلي، وفي جانب النواب الممثلين للشعب يكون الإسناد من خلال سن التشريعات والقوانين التي تدعم المنظومة الأمنية وتساعدها على أداء رسالتها وحماية المجتمع.
استهداف رجال الأمن لابد وأن تكون مقابله عقوبات مغلظة رادعة، محاربة رجال القانون هو بحد ذاته وبكل بساطة محاربة للقانون. من يحارب رجل الأمن هو من يريد أن يتطاول على الأمن، هو من يريد أن يخرق النظام، هو من يريد أن تصبح البلد غابة يأكل فيها القوي الضعيف، وتنتهك فيها الحقوق، ويأخذ كل حقه بيده.
حتى التطاول على أجهزة الأمن ومنتسبيها في وسائل الإعلام والنشر ووسائل التواصل الاجتماعي لابد لها من ردع وعقوبات مشددة، هناك جمعية دأبت على «نعت» رجال الأمن بأوصاف لو قامت جمعية معارضة في بريطانيا باستخدام نفس النعوت بحق الشرطة البريطانية لتم «تشميع» هذه الجمعيات ومحاكمة القائمين عليها ومطلقي هذه الأوصاف. أيضاً من يحرض على رجال الأمن ويبيح التعرض لهم و«سحقهم» ومواجهتهم، هؤلاء هم «أساس» الانفلات الأمني، هم أساس كل هذه الفوضى، هؤلاء تجب محاسبتهم بالقانون وبكل صرامة ودونما تهاون، فبسبب تحريضهم نرى هذه الفوضى والمواجهات وأفخاخ استهداف الشرطة.
الأمن ثم الأمن ثم الأمن، هو أساس كل شيء، لا حياة بدون أمن، ولا تنمية بدون أمن، ولا حتى حقوق وعدالة ومساواة وديمقراطية بدون أمن.
بالتالي لابد وأن يكون شعارنا «الأمن أولاً» وحماية رجال الأمن ومحاربة من يستهدفهم بأي شكل كان، إضافة لضرورة إسنادهم ودعمهم بكل الصور الممكنة، فلولا هؤلاء من بعد الله لكان حال البحرين كالعراق وربما أشد.
حفظ الله رجال الأمن وثبتهم وأبعد عنهم الأذى وشر كارهي هذا البلد.