هل اطلعت على بيان جمعية الوفاق؟!
مع إدراكي واقتناعي التام أن الوفاق وقطعانها وتوابعها وميليشياتها من الإرهابيين «كاذبون» بالفطرة لا يملكون ولاء للبحرين، رغم هذا الإدراك والاقتناع، إلا أنني غالبت هذا الشعور حتى غلبته وقررت الاطلاع على هذا البيان والرد عليه رغم أنه لا يستحق الرد، وإليكم مقتطفات منه.
تقول الوفاق: «الحراك الشعبي في البحرين هو حراك وطني بحريني نرفض تشويهه، وقد انطلق من حاجة وضرورة لشعب البحرين «...» عروبة البحرين وشعبها وهويتها الإسلامية حقيقة مسلمة لا نقاش فيها «..» البحرين لا تتحرك إلا بجناحيها، وبألوانها وأطيافها ومكوناتها المختلفة، وأن اليد ممدودة للجميع «...» وأكدت الجمعية الالتزام بالحوار السياسي الجاد، وأنه الطريق الأفضل والوحيد للوصول إلى الحل السياسي الشامل، ولا حياد عن لغة الحوار والتفاوض رغم الرفض القاطع من السلطة لمطلب الحوار وتنصلها من مسؤولياتها بشكل تام»!!
أظن أن «فطاحل» الوفاق استنفدوا كل ما في اللغة العربية من ثروة تعبيرية بغية إقناع الرأي العام ببراءتهم من الأعمال الإرهابية.
بدؤوا بيانهم بكلمة السلمية، ولا أدري أين هي السلمية؟ فهل «اسحقوهم» دليل على السلمية، وهل وقوف مساعد أمين عام الوفاق المدعو خليل المرزوق في 6 سبتمبر 2013 في منطقة سار ومناصرته لائتلاف 14 فبراير الإرهابي، وتمجيد أفعالهم والدفاع عنهم، وما تلاه من رفع الراية الخاصة بذلك التنظيم الإرهابي بعد أن تسلمها من شخص ملثم مجهول، يعتبر من الأعمال السلمية!!
وهل تمجيد ومناصرة واعتبار الوحوش التي تقتل بفعل إرهابها ومحاولة نصب كمين وزرع قنبلة بنية قتل رجال الشرطة «شهداء» هي السلمية التي تعنيها الوفاق؟
وكلها بضعة أيام «وستعود حليمة لعادتها القديمة»، وبمجرد أن يتم القبض على مرتكبي العمل الإجرامي في قرية سترة ستشاهدون الوفاق وهي تنعر لتدافع عنهم، وكأن شيئاً -البيان- لم يكن، إنها حالة انفصام الشخصية التي تعاني منها الوفاق.
عزيزي القارئ الكريم؛ هل تشعر مثلي بالحزن والغضب المعجونين بعجز موجع ومؤلم أمام هذا الكذب؟
هذا أمر طبيعي عليك أن تعتاد عليه والتفكير في هذه الأمور لن يصل بنا لأي نتيجة، لأنك أمام كتلة من التناقض في السلوك اسمها الوفاق..
الوفاق في بيانها تقر بعروبة البحرين، طيب، أين كان هذا المعنى وهذا الكلام حين هدد علي سلمان الحاضرين رداً على دخول قوات درع الجزيرة قائلاً: «سنطلب العون من إيران لحمايتنا»؟!
هناك أخطاء يسهل غفرانها وأخرى لا تغتفر، من النوع الأخير الذي لا يغتفر الاستقواء بالأجنبي ودعوته للتدخل في شؤون الوطن، وأتصور أن بيان الوفاق الهدف منه محاولة تبرئة ساحته ومسح آثار الجريمة وأدلة الاتهام، رغم أن كل الدلائل والبراهين تشير بـ«عين اليقين» إلى مسؤولية الوفاق عن كل الإرهاب في الشارع، وحتى لو أصدرت الوفاق ألف بيان على شاكلة هذا البيان فلن يبرئها ولن يغفر لها جريمتها التاريخية التي ارتكبوها بحق الوطن.
وأختم، بالجزئية الأخيرة والتي تطالب فيها الوفاق بالحوار، وهنا لابد أن نتجاسر ونعترف بأن من الأسباب الرئيسة لمظاهر بؤس وتخلف العمل السياسي في وطننا، هي المسلسلات السياسية والتي أصبحت جزءاً من الحياة في بلادنا، والوفاق لديها ولع بالمسلسلات السياسية، من بين هذه المسلسلات السياسية، مسلسل الحوار الوطني، والذي تطالب الوفاق من خلاله بإنتاج جزء رابع على غرار المسلسل السوري «باب الحارة».
أصل الداء أن الوفاق ليست أهلاً للحوار ولا تفهم آداب الحوار، نسبة كبيرة منهم يعانون فقراً مدقعاً في الرشد والحكمة والوطنية، وربما في الأخلاق والفطرة السليمة، يطالبون بالحوار، وحال عقد الحوار يفتعلون الخلافات بجهالة شديدة ليواروا ضعف حجتهم وفحش منطقهم وخبث طويتهم، يصادرون حق الأطراف الأخرى بالصوت العالي والزعيق، ويجرون الحوار إلى ساحة معارك بألفاظ بذيئة نابية، وحتى المشاركات في الحوار لا يسلمون منها، ثم بعد ذلك يعلنون انسحابهم من الحوار ويلقون باللائمة على الأطراف الأخرى.
الحوار مع الوفاق هو حلقة مفرغة ومضيعة للوقت، فأمثالهم جماعة «ماسوخية» تمارس أكبر عملية تزوير في التاريخ، يتكلمون باسم الشعب بصفتهم الناطق الرسمي، فيما الشعب عن بكرة أبيه لا يطيق أن يسمع اسم الوفاق لأنهم تكتل طائفي وعنصر بغيض وبامتياز.