اًولا؛ دعنا نبارك لسمو الوالد الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وليس بغريب أن يكرم سموه من أعلى هيئة أممية في العالم، فهو مثال للمسؤول الذي يمثل موقعه بأمانة وصدق، ويتصف بالواقعية والوضوح، والثقة بالنفس، وعلو الهمة، ويهتم بكل صغيرة وكبيرة وأدق التفاصيل في سبيل خدمة الوطن والمواطن.
أدرك تماماً أن الحديث عن شخصية «بوعلي» لا يمكن أن تحصيها هذه المساحة من الكتابة، فهو نموذج فريد لقائد استطاع أن ينتقل باقتصاد بلده إلى آفاق كبرى من الاستقرار والرخاء، منذ أن تولى مقاليد رئاسة الوزراء، وهو ما يتطلب تضافر جهود بحثية قد لا أملكها لاستخلاص بعض من صفات القائد التربوي الناجح.
نهنئ أنفسنا، ونهنئ خليفة بن سلمان بالاختيار الصائب، فعندما يكرم سموه، فإننا نرى في تكريمه تكريماً لنا وللشعب العربي والإسلامي، ونسأل الله أن يوفقه في مسيرة الخير والنماء ولمزيد من العطاء، في خدمة هذا الوطن المعطاء.
نعم، لنا كل الحق في أن نباهي ونفتخر بين الأمم بسمو رئيس الوزراء ونفديه بالمهج والأرواح، ونعتز بجائزة‎ «تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة‎»، والتي منحها الاتحاد الدولي للاتصالات لسموه تقديراً واعترافاً بدوره ‏في دعم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستويين المحلي والدولي، وما حققته المملكة ‏من تقدم مذهل في تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
يعرف القاصي قبل الداني أن خليفة بن سلمان وخدمة المواطن وجهان لعملة واحدة، ووالد للجميع وأب حنون على أبنائه وبناته وإخوانه وأخواته البحرينيين، يتقن لغة الإنسانية بغض النظر عن الجنس أو اللون أو العرق أو الدين، ويتمتع بسعة صدر تتسع للجميع، ويتميز بسمو الأخلاق، تواضعاً وحكمة وإقداماً، صبوراً مهاباً، باذلاً الجهد، حتى ساعات المرض لا تثنيه ولا تعيقه الشدائد عن خدمة أبناء وطنه.
واليوم يا والد الجميع والحاني الذي يتوجع لأي أذى أو ضرر يصيب أبناءه المواطنين، فاكتسب محبتنا ومحبة الجميع طواعية، بكرم أخلاقه العربية الشماء الأصيلة. ننتهز هذه الفرصة ليس لنبارك لسموك بهذا الإنجاز فحسب، بل نرجو ونتمنى ونطلب من سموك الذي تزول أمام قلبه وإنسانيته كافة الحواجز والقرارات والمقررات، ما دامت في النهاية تصب في صالح المواطن، أن تنظروا إلى قرار رفع الدعم بتريث وأن تنظروا إلى آراء المختصين والناصحين بعين الاعتبار. فالقرار -حسب وجهة نظري المتواضعة- يحتاج مزيداً من الدراسة للوقوف على إيجابياته وسلبياته وإمكانية تطبيقه بالشكل الحالي في البحرين، حتى لو استغرق الأمر شهراً أو شهرين إضافيين أو سنة أو حتى تأجيله إلى ما بعد ميزانية السنتين الماليتين القادمتين. وما المانع في ذلك، ما دمنا جميعاً نهدف إلى المصلحة العامة وتحقيق الفائدة القصوى للمواطن.
صحيح أن قرار رفع الدعم، صائب وحكيم 100%، يخدم المصلحة العامة ويدعم الاقتصاد ويعود بالنفع على المواطن، لكن المشكلة في آلية التنفيذ التي تشكل إضراراً وإجحافاً للمواطن، وهو ما لا يرضاه ولا يقبله سموكم بكل تأكيد، بل أكاد أجزم أن باني نهضة البحرين ومن يملك مكانة غالية في قلوب كل البحرينيين وله أيادٍ بيضاء -لا ينكرها إلا جاحد- على كل أبناء الشعب، لا يرضى أو يقبل أن يهان بحريني أو تمس مكتسبات المواطن المعيشية والحياتية وهو المستهدف من أي تنمية‏.
صاحب السمو.. إن لنا وطيد الأمل أن يكون هناك تنسيق كافٍ للرؤى بين الحكومة والنواب من خلال اللجنة المشتركة، بما يحقق التعاون الكامل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وهو ما يشدد عليه سموكم ويؤكده في كل لقاء، بضرورة أن يكون هناك تنسيق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية. ومن شأن ذلك أن يقدم المثل الأعلى في التعاون بين السلطتين، في سبيل تأمين الهدف الذي نصبو إليه جميعاً، وهو خدمة المواطن والوطن، والبعد بهما عن المزالق لتكون البحرين العزيزة، كما هي دائماً.
إن شعاع هذا الأمل نابع من ثقتنا في سموكم وحرصكم على أن يكون البحريني هو المحور الرئيس في العملية التنموية وهو من يقرر نوع التنمية التي ينشدها والتي تترجم متطلباته واحتياجاته، وتكون وليدة طموحاته وتطلعاته في العيش الكريم الذي تبذلون مساعيكم وجهدكم في سبيل تحقيقه.
حفظ الله المواطن وأبقاكم مدداً وسنداً للمواطن..