منح رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة جائرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات بمناسبة الذكرى الخمسين بعد المائة لتأسيس الاتحاد، اعتراف دولي صريح بدور سموه وإنجازاته الكثيرة في مجال دعم وتحقيق أهداف التنمية الشاملة على المستويين المحلي والدولي، واعتراف بدور مملكة البحرين في مسيرة التطور والنماء وخير الإنسان.
الارتباط بين التنمية والتطوير وخليفة بن سلمان ارتباط شرطي، فعندما تذكر التنمية ويذكر التطوير يذكر خليفة بن سلمان، وعندما يذكر خليفة بن سلمان تذكر التنمية ويذكر التطوير وكل فعل حضاري جميل يهدف إلى خدمة الإنسان والارتقاء بالبشرية، فخليفة بن سلمان والتنمية والتطوير وجهان للارتقاء بالإنسان والإنسانية، وخليفة بن سلمان مثال في كل مجالات العطاء ويكفي أنه بنى دولة وسط ظروف صعبة واعتمد في بنائه على الإنسان وليس على المال الذي لم يكن متوفراً حينها ولا يكفي لبناء دولة.
ما قد لا يعرفه العالم هو أن الطرقات الداخلية في كل الأحياء الشعبية بكل مناطق البحرين، بما في ذلك القرى، كانت مرصوفة بالإسفلت منذ الستينات بفعل خليفة بن سلمان، وما قد لا يعرفه العالم هو أن كل الأنظمة والقوانين المتطورة التي اعتمدت في البحرين هي ترجمة للعقلية المتنورة التي يمتاز بها صاحب السمو، والذي حمل هم الوطن وهم الإنسان وظل متقبلاً لكل تطور وكل جديد وكل تغيير إلى الأحسن، وما قد لا يعرفه العالم هو أن خليفة بن سلمان لم يتأخر عن واجبه تجاه وطنه والمواطنين حتى في أصعب الأوقات والظروف التي تحكم الإنسان العادي فيها عواطفه ويستسلم لأحزانه ويحتاج فيها إلى من يواسيه ويسمعه.
دول كثيرة اعتمدت في تطورها ونموها على المال بالدرجة الأولى، لكن خليفة بن سلمان هندس البحرين بطريقة مختلفة؛ حيث اعتمد في ذلك على همة الرجال وثقته فيهم وإيمانه بقدراته وقدراتهم وقدرات المواطنين جميعاً ليأتي المال لاحقاً وكعامل مكمل وليس أساسياً، وهو ما يؤكد براعة سموه وبعد نظره وتمكنه من ترجمة رؤيته وحلمه إلى واقع بما هو متوفر من معطيات.
هذه الجائزة وغيرها من الجوائز التي نالها سموه خلال السنوات الماضية التي ملأها بالعمل والعطاء والإنجازات والسعي لخدمة الإنسانية؛ تتشرف به قبل أن يتشرف بها، وتفتخر بحملها اسمه قبل أن يفتخر بحملها، وهي الأحق بتلقي التهاني مثلما هو أحق بتلقيها.
ليس من مجال ذي علاقة بالتطوير والتنمية إلا وارتبط باسم صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان، وليس من مجال ذي علاقة بالاقتصاد إلا وارتبط باسم سموه، وكذا الحال مع الإسكان وكل ما يندرج تحت عنوان البنية التحتية، ليس لأن بصمات سموه واضحة فيها فقط؛ ولكن لأنه هو أساسها ومهندسها والمشرف عليها والمتابع لتنفيذها خطوة خطوة، وكذا الأمر بالنسبة للمجالات الأخرى التي أولاها سموه كامل عنايته وسخر من أجلها كل جديد في العلم والتكنولوجيا، وتكفي الإشارة هنا إلى أن سموه لا يكتفي بالنظر في التقارير التي ترفع إليه من الوزراء والمسؤولين، رغم ثقته فيهم، ولكنه يقوم بنفسه بالزيارات الميدانية التي يتفقد فيها المشروعات ويطمئن بنفسه على ما ينفذ منها ويعطي العاملين فيها الدفعة المرجوة ليزيدوا من عطائهم، وليطمئن في الوقت نفسه على أحوال المواطنين الذين يفرحون بلقائه وينتظرون كل فرصة للتعبير عن شكرهم لسموه، فسموه أساس لما وصلوا إليه ويعيشونه.
مانحو الجائزة يتحدثون عن باني البحرين ورمزها وذخرها ويتشرفون بمنح الجائزة لسموه، فهنيئاً لهم وهنيئاً لشعب البحرين الذي رأى كيف أن العالم يرد على من يحاول خدش التطور الذي شهدته بلادهم في العقود الأربعة الماضية.