هل العنوان أعلاه أثار فضولك عزيزي القارئ؟! حسناً هذا ما سعيت إليه، وهو المطلوب، ففي الظاهر خلصنا من الحوثي، وفي الباطن السعودية كسبت معركة اليمن وقطعت أحد أذناب إيران في المنطقة، وبالعربي الفصيح إيران خسرت جولة أولى من جولات الصراع الإقليمي مع دول مجلس التعاون وتحديداً مع السعودية.. «ويا ويله الياي»!!
لا أريد أن نستبق الأحداث، لكن كل الشواهد باتت تؤكد أن معركة صنعاء الأخيرة على بعد خطوات، قد تكون «سويعات» وقد تكون «بضعة» أيام، لكن لن تطول بعد أن سيطر مقاتلو المقاومة الشعبية الموالون للحكومة الشرعية، المدعومة جواً وبراً من جيوش التحالف العربي، على محافظة شبوة الصحراوية الشاسعة في شرق أبين، وهي آخر معاقل الحوثيين في الجنوب، ورابع محافظة يخسرها أذناب إيران في غضون أيام بعد عدن والضالع ولحج التي تتضمن قاعدة العند الجوية الاستراتيجية الأكبر في البلاد.
إذا سقط الحوثي، فقد بدا مثل اللص الهزيل الضعيف، ولكنه غبي، مغرور، غروره خيل له، بأنه يمكن أن يسرق وطناً في وضح النهار وأمام أنظار جيرانه الأقوياء..
سقط أذناب إيران، وسقطت معهم كل الرهانات المغفلة على مائدة الروليت المذهبية من الطائفيين والمؤيدين والحالمين والمطبلين والمهللين للخيانة.
ربما أن هذه النهاية تناسب كل المستعدين للتفريط في تراب أوطانهم، وكلاء الخسة والنذالة، اللاهثين وراء العمالة والخيانة وأموال ملالي طهران، ورسالة في نفس الوقت، لكل من ينوي اللعب بذيله -تحديداً في البحرين- سيلقى نفس مصير الحوثيين.
فدعوا عنكم «يسقط النظام»، فلن يسقط، وأراهن بالباقي من عمري على ذلك، فهل سمعتم عن خونة وعملاء أسقطوا دولة واستولوا على الحكم، هذا لو حصل في العالم كله فلن يحصل في البحرين، تعرفون السبب؟!
لأن الشقيقة الكبرى وأشقاءنا العرب يقفون وراءنا.
لكن يبقى سؤال حائر يبحث عن إجابة؛ هل ستقف «عاصفة الحزم» عند هذا الحد؟
لا أعتقد، فالقاعدة العسكرية تقول؛ الانتصار يحقق انتصاراً أكبر، والهزيمة وجوباً تجر هزيمة نكراء وأنكر، ومع كل ذلك، لا نستطيع أن نتنبأ ما الذي ستؤول إليه الأمور بعد أن يتم اجتثاث الحوثيين من جذورهم في اليمن، لكن أتصور أن «حزم سلمان» ليس له حدود، والسياسيون والمحللون ومن هم على باب الله، أمثال كاتب هذه السطور، يتصورون أن التحالف العربي بعد اليمن يتجه نحو الحزم في العراق وسوريا.
هذا التصور الشائع قد يبدو منطقياً وموضوعياً، وقد يكون تصوراً للجزء الثاني من معركة عاصفة الحزم، خصوصاً وأن السعودية بدأت منذ مدة بإمداد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات، ولكن على نطاق ضيق جداً، وأتصور أن التكتيك الذي نفذ في اليمن عبر تدريب وتسليح ودعم مقاتلي المقاومة الشعبية، وحقق نجاحاً باهراً وكان عاملاً رئيساً في حسم المعركة، سيكون سيناريواً قابلاً للتنفيذ بشكل أوسع وأكبر في سوريا عبر زيادة دعم قوات الجيش الحر لإسقاط النظام العلوي، وفي العراق عبر تسليح العشائر السنية، وفق نظرية «قطع الذنب يحد من حركة الحية».
ولكن هل تبدو معركة سوريا والعراق سهلة كما اليمن؟.. بل هي أسهل ما يكون.
فكل الشواهد تقول إن نظام الأسد ميت، ويبقى تحديد موعد الدفن، «وتكة» بسيطة ويسقط إلى قاع الوادي. أما العراق، فأهل السنة يأنون تحت سطوة عصابة «حالش» و»ماعش» وهم متعطشون للانتقام وقطع رقاب الصفويين وعملائهم.
لهذا نحن نعيش الآن على هذا الأمل، أمل أن نرى الصفويين وميليشياتهم الفاشية المجرمة، وكل مؤيديهم ومناصريهم وعملائهم في المنطقة والذين يتغمسون دور الخيانة الوطنية في أكثر صورها انحطاطاً، وقد اختفوا نهائياً من أراضينا ودنيانا كلها، مع أننا لم نكن نريد سوى اختفائهم من المشهد السياسي فحسب!