دائماً ما يعمد المرشد الإيراني خامنائي لذكر البحرين في خطاباته، واستهداف بلادنا بشكل سافر، حينما يرسل رسالة صريحة وواضحة لمن حاولوا الانقلاب على الشرعية في البلاد في عام 2011 بأنه معهم، وأن إيران مع قضيتهم، ويصفهم بأنهم «مظلمون» ويسخر القنوات الإيرانية وقنوات حزب الله وقنوات العراق المحتل إيرانياً لهم ليظهروا فيها ويتحدثوا ويهاجموا فيها البحرين ونظامها وأهلها.
في الوقت الذي يقول فيه خامنائي لـ «طوابيره» الخامسة لدينا بأنه معهم، يواصل في داخل إيران سياسة قتل وقمع واضطهاد «المعارضين» لنظامه ولفكره الأيدلوجي، سواء أكانوا من السنة المخالفين له مذهبياً والذين يعانون أشد أنواع التمييز والقهر والظلم والقمع، أو كانوا من الشيعة المخالفين له والذين يصفون أنفسهم بـ «المعارضة».
حينما هاجم خامنائي البحرين مجدداً في خطبة عيد الفطر الماضي، «خرست» ألسن من يواليه ونظامه الإيراني هنا بالداخل، بلعوا ألسنتم ولم يجرؤوا على قول جملة واضحة صريحة موجهة لخامنائي دفاعاً عن وطنهم، هؤلاء من يصفون أنفسهم بأنهم «معارضة» للنظام في البحرين، ومن يدعون أن النظام في البحرين يظلمهم ويقهرهم وينتهك حقوق الإنسان الخاصة بهم. ويا لكذبهم.
طيب، هناك في إيران «معارضة» تتشابه في التوصيف معكم، هي ضد النظام أيضاً، فلماذا لا تتكلمون بحرف عن المعارضة الإيرانية، التي هجرت آلاف منها، والتي قتل منها الآلاف، والتي وضعت قياداتها قيد الإقامة الجبرية، والتي شنق منها العشرات على أعمدة الإنارة؟! مالكم لا تنطقون؟!
هنا سيقولون كما قال المتلعثم خليل مرزوق في برنامج الاتجاه المعاكس في الجزيرة «ما دخل إيران»؟! لا إيران لها دخل، وهي أساس كل ما تفعلون، وهي أساس كل الدعم الإعلامي بشهادة الخامنائي نفسه الذين قال بصريح العبارة إنه معكم وسيواصل دعمكم.
«قامعو الحريات، مستحيل أن يدافعوا عنها»، هذه جملة منا خذوها قاعدة وضعوها «قرطاً» في آذانكم، إذ مثل البحرين لن تجدوا، ومثل نظامها المتسامح، وقادتها المنفتحين على الناس لن تجدوا. تريدون إيران؟! لماذا لا تذهبون لها؟! ونعلم أنكم لن تذهبوا، لأنكم هنا لتنفيذ مخطط يخدم إيران، إذ ما الفائدة من الذهاب لها، ومهمة الاستيلاء على البحرين لم تنتهِ؟!
قامعو حريات شعوبهم، يعدون انقلابيي البحرين بمنحهم حرياتهم! يا للمهزلة!
آخر الوثائق التي نشرتها المعارضة الإيرانية وهي تحمل توقيع الخميني، كشفت عن أوامر إعدام موثقة ارتكبها نظامه بحق الشعب الإيراني، بحق الرافضين لثورته، بحق المختلفين معه سياسياً وفكرياً ومذهبياً، أسفرت في عام 1988 عن «إبادة جماعية» وصل ضحاياها إلى 30 ألف معارض بينهم 3500 معتقل أعدموا في سجنين فقط، لم يمنحوا محاكمات عادلة، ولم تمنح «دكاكين» حقوق الإنسان فرصة لحضور هذه المحاكمات، أو ضوءاً أخضر لدخول إيران، ولا مفوضية عليا ولا «هيومن رايتس» ولا منظمة العفو، ولا غيرها استمع لهم الخميني وهو يعدم عناصر «المعارضة» أو وهو يشنق السنة أهل المذهب الآخر.
هذه معلومات موثقة تقدمها المعارضة الإيرانية وكشفها في العام 1990 الملا محمد يزدي رئيس السلطة القضائية للنظام الإيراني. وطبعاً هي معلومات مسنودة لأرقام وشهادات وشخصيات معنية ودلائل دامغة، لا مثل الأرقام التي تخترعها جمعية الولي الفقيه المعمد إيرانياً لدينا في داخل البحرين، أرقام من نسج الخيال، وسيناريوهات «عاطفية» وكلام مرسل، وحينما تم طلب المعلومات الموثقة وأسماء المتضررين والمشتكين، صمت المعارض الهصور بلسانه «الملعلع» وقال «لم يخولني تسليم هذه المعلومات»!
هذه إيران ونظامها الذي لا يمكنكم إدانته بحرف حتى لو استهدف البحرين، والله حتى لو أطلق باتجاهنا الصواريخ لن تتكلموا، حفظنا الله من كيدهم وكيدكم.
فارق بين معارضة تعمل من أجل بلدها وشعبه، وبين معارضة تعمل لأجل بلد آخر لتسهل له اختطاف بلدها واستهداف شعبه.