المثل الشعبي «بيض الصعو ينطري ولا ينشاف» يقال في الأمور التي يكثر الكلام فيها لكنها لا ترى بالعين، وهي كثيرة في وقتنا الحالي، خصوصاً في ما يتعلق بالأمور الرياضية، وما يتعلق بكرة اليد بالذات -اللعبة المظلومة على طول الخط- على الرغم من كونها لعبة الإنجازات الكبرى في البحرين كونها اللعبة التي تأهلت لنهائيات كأس العالم على مستوى فرق الرجال في مناسبتين سابقتين، ومقبلة على التأهل الثالث بمشيئة الله في فبراير من العام القادم لأراضي العاصمة الإماراتية دبي، إضافة لكونها اللعبة الجماعية الأولى التي تحصد إحدى الميداليات الملونة في الألعاب الآسيوية، بعد أن حقق المنتخب الوطني برونزية كوريا العام الماضي، أضف إلى ذلك صدارة الأندية البحرينية للبطولات الخليجية بين النجمة والأهلي.
ما جرني للكتابة اليوم -مما شهدناه الأسبوع الماضي- هو المنتخب الأول لكرة اليد الذي بدأ إعداده لخوض غمار الاستحقاقات القادمة والاعتذارات في صفوفه على الرغم من عدم تجاوز فترة الإعداد أكثر من أسبوع، حيث اعتذر لحد الآن لاعبان، ومن المتوقع أن يرتفع العدد في قائمة المعتذرين لأكثر من ذلك، وأغلب الأعذار تتعلق بموضوع واحد ألا وهو الظروف الوظيفية للاعبين، حيث انقسمت الظروف الوظيفية إلى قسمين؛ قسم تعذر عليه الحصول على وظيفة، والآخر تعذر بأنه لم يمنح إجازة لتمثيل وطنه وتشريفه، وهو القسم الذي نتكلم عنه اليوم على الرغم من أهمية القسم الأول لإيجاد وظائف للاعبي اليد.
المستغرب هو أن يتعذر على لاعب كرة اليد أن يمثل بلده بسبب جهة عمل خاصة تستفيد من البلد وجهود أبنائه وتبخل على البلد بأقل شيء يمكن أن تقدمه مقابل ما تحصل عليه من تسهيلات، ألا وهو السماح لهم بتمثيل البلد، على الرغم من وجود القانون الصادر عن عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في العام 2010 والخاص بشأن التفرغ خلال فترة الإعداد والمشاركة في الألعاب والبطولات الرياضية، حيث تسري أحكام هذا القانون على اللاعبين والمدربين والطواقم الإدارية والفنية والطبية والتحكيمية من المنتظمين في وزارات ومؤسسات وهيئات المملكة المدنية والعسكرية والمدارس والجامعات والمعاهد الحكومية والخاصة والعاملين بالشركات والمؤسسات العامة والخاصة، حيث نصت المادة الثانية من القانون رقم 27 لسنة 2010 بأنه يستحق اللاعبون والمدربون والطواقم الإدارية والفنية والطبية والتحكيمية من المنتظمين إجازة خاصة للإعداد أو المشاركة في الألعاب والبطولات الرياضية الخليجية أو العربية أو الإقليمية أو القارية أو الدولية التي يمثلون فيها المملكة على مستوى المنتخبات أو الأندية أو الاتحادات الرياضية ولمدة لا تتجاوز فترة الإعداد والمشاركة، لكن للأسف مازلنا نرى القانون معطلاً في ما يخص كرة اليد ولاعبي كرة اليد.
لا ننفي بأن هناك رياضيين في ألعاب أخرى متضررين من تعطيل العمل بهذا القانون، فيا ترى متى سنرى تفعيل القانون المذكور يطبق لمصلحة كرة اليد بشكل خاص ومصلحة الرياضة البحرينية بشكل عام، رسالة للمسؤولين بضرورة التنسيق لتفعيل القانون فهو حق لهم وليس استجداء.