لا يمكن لمواطن بحريني أصيل، إلا وتجد في قلبه حباً كبيراً للكويت الحبيبة، حباً كدولة وحباً لأمير الكويت ـ حفظه الله ـ وحكومة وشعباً، هكذا فُطر أهل البحرين، بل إننا نشعر أن البحرين والكويت وطن واحد، حتى وإن بعدت المسافة، أو فصل بيننا البحر.
خلال زيارتي للكويت الحبيبة مؤخراً، استقبلنا وكيل وزارة الإعلام الأخ الفاضل فيصل المتلقم، كان الوفد يضم مجموعة من إعلاميي دول الخليج العربي، وقد قال الرجل كلاماً جميلاً في وحدتنا كشعب خليجي واحد، ورحب بنا أشد الترحيب، وهذه سمة أهل الكويت في الترحيب والكرم.
قلت للأخ الوكيل في مداخلة بسيطة خلال اللقاء: «إننا في البحرين وفي صغرنا كنا نحفظ الأغاني الوطنية للكويت، أكثر مما نحفظ أغاني البحرين الوطنية».
وهذه حقيقة على الأقل لأبناء جيلي، فقد كانت لأغاني الكويت الوطنية ومازالت وقع جميل، وكلماتها معبرة، وألحانها رائعة، ناهيك عن مطربي الكويت الكبار، عبد الكريم عبد القادر، وغيره من المطربين.
بالمقابل لا تجد أغاني وطنية بحرينية جميلة في الكلمة واللحن، إلا وتعدُّ على عدد أصابع اليد.
إن كانت البحرين اليوم أمام تحديات الإرهاب الإيراني بأيادٍ بحرينية خائنة، فإن تحدي الإرهاب في الكويت أكثر خطورة منه في البحرين، هناك خطر داعش، وهناك خطر الإرهاب الإيراني المتجذر، وخلايا حزب الشيطان المتكاثرة.
استوقفتني كثيراً تحية «حسن زميرة» إلى الكويت قبل فترة، فهو لم يفعلها لأي بلد عربي، وقلت في نفسي إن كان «حسن زميرة» يؤدي التحية للكويت، فاعلموا أن مشروعه بالكويت على (أحسن ما يرام). وسبحان الله، جاء رد «حسن زميرة» سريعاً على الكويت، فقد اكتشفت أكبر خلية ارهابية في تاريخ الكويت، وأكبر كمية متفجرات وأسلحة، وكلها تم تهريبها إما من إيران أو العراق، فهل عرفتم لماذا أدى لكم التحية لأهلنا بالكويت؟
إنه يشكركم على دخول هذه الأسلحة والمتفجرات، وأعتقد جازماً أن مثل هذه الأسلحة والخلايا مازالت موجود بأماكن أخرى بالكويت، سواء لمواطنين كويتيين، أم لحملة الجنسية اللبنانية أو السورية أو العراقية أو الإيرانية تحت مسميات تجار، أو أصحاب مطاعم.
وهذا الأمر لا ينطبق على الكويت وحدها، بل على البحرين أيضاً، فينبغي أن نراجع سجلاتنا فيما يتعلق ببعض التجار اللبنانيين أو السوريين أو العراقيين والإيرانيين، فلربما كان خلفهم ما خلفهم من كوارث على الأمن الوطني.
على الرغم من امتعاض أهل البحرين من العمليات الإرهابية هنا، ومن عمليات قتل رجال الأمن، فإن وضعنا الأمني في البحرين (مقارنة) بالكويت أفضل، وأكثر دقة، وأكثر تتبعاً للإرهابيين، ومع كل ذلك نقول إن أمن الوطن يحتاج المزيد والمزيد من العمل، وهناك تقصير، فما بالكم عن الكويت الحبيبة. مثلما فعل جهازهم الإعلامي في الكويت، فعل ذراعهم الإعلامي بالبحرين في التخويف من داعش، نعم نحن ضد إرهاب داعش، وضد فكرها، وضد كل شيء يتعلق بداعش، ويجب محاربة إرهابها، إلا أن الأمر لم يعد يتعلق بحزام ناسف واحد، الأمر يتعلق بـ 19 ألف كيلوجرام من المتفجرات، من ضمنها (500 حزام ناسف)..!
في الحروب تتبع بعض الجيوش خططاً (ربما استخدمت حتى في غزوات الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فيقوم مجموعة من الجنود بإرسال قذائفهم من جهة اليمين، فيوهمون عدوهم أنهم سيهجمون من هذه الجهة.
ولكن الهجوم الكاسح المباغت يأتي من جهة الشمال، وهذا ما فعلوه بنا بعد تفجيرات داعش في السعودية والكويت، أوهمونا بداعش، وأصبحت هناك حالة عامة ضد إرهاب داعش، و(صلاة موحدة) وشيلات تطوف المسجد الكبير بالكويت، وحراسات أمنية على مساجد ومآتم، دون غيرها من المساجد.
غير أن من يخطط لساعة الصفر التي ليس بعدها عودة، هي خلايا حزب الشيطان التابعة لإيران، هكذا كانوا يخططون وهكذا كانوا يوهموننا، وإلا فماذا تعني هذه الكميات الكبيرة من الأسلحة، أليست تعني أن هناك ساعة صفر وساعة انقلاب مثلما حدث في البحرين في 2011؟
دول الخليج اليوم مطالبة بإجراءات قوية ضد إيران أولاً، وضد حزب الشيطان، وضد الخلايا النائمة في الخليج.
دول الخليج اليوم مطالبة بوقف التجارة مع إيران، وليست التجارة فحسب، بل مطالبة بسحب السفراء، ومقاطعة إيران مقاطعة شاملة وليست مقاطعة دولة واحدة فقط، يجب أن يكون قرار المجلس. دول الخليج اليوم مطالبة بإجراءات ضد تجار من لبنان ومن سوريا ومن العراق ومن إيران، حتى تقطع الأيادي، وحتى تجفف منابع تمويل الإرهاب.
دول الخليج تحتاج إلى مراجعة إجراءات الحماية البحرية، وخاصة الكويت والبحرين والإمارات، فإيران لا تستطيع اللعب مع السعودية، لكنها تهرب الأسلحة والمخدرات إلى بقية الدول.
هل تبادل المعلومات بين دول المجلس يتم بشكل صحيح؟
هل أصبحت كل دولة منشغلة بخلايا إرهابية في محيطها الجغرافي، ولم تعد تكترث لارتباط هذه الخلايا بدول أخرى؟
هل هناك خروقات في أجهزة الأمن في دول الخليج، وفي الأمن البحري وخفر السواحل؟
مثلما نقول عن البحرين وننتقد بعض الأمور من أجل الإصلاح ومن أجل القضاء على الإرهاب بصورة شاملة، فإن الكويت أيضاً تحتاج إلى عمل جبار في هذا الجانب.
ندعو الله أن يحفظ أوطاننا، ويحفظ بلادنا من الإرهابيين الخونة لأوطانهم، العملاء لإيران وحزب الشيطان، وندعو الله أن يبصر المسؤولون بدولنا بهذا الخطر، وأن يجعل بعضهم يفيق مما هو فيه من وهم أن الخطر يأتي من داعش فقط، بينما نغفل عن أكبر خطر وهو الخطر الإيراني الصفوي وخلاياه النائمة..!!
يحرقون من ذهب لحمايتهم..!
ما حدث من اعتداء إرهابي على رجال الأمن عند مسجد منطقة بسند، لا ينبغي أن يمر من دون مراجعات، فهذا الاعتداء يعني أنهم لا يريدون رجال الأمن يحمون مساجد بعينها، فلماذا نعرض رجال الأمن للخطر (مرتين)، مرة من إرهاب محتمل، ومرة من أهل المنطقة؟
سبحان الله رجال الأمن ذهبوا لحمايتهم من الإرهاب المحتمل، فقاموا بإحراق دوريات رجال الأمن بقصد قتل رجال الأمن..!
هل شاهدتم غباءً مثل هذا؟
بينما المساجد الأخرى من غير حماية، والذين تذهبون لحمايتهم يريدون قتلكم، مفارقات غريبة عجيبة لا تجدها إلا بالبحرين..!!
(المنكر) و(الحمار)..!
وردت أسماء وألقاب للمتهمين بالإرهاب في سترة، وكانت بعض الأسماء (غريبة)، فمنهم من لقب (بالمنكر)، ومنهم من سمي بالحمار..!
لا أدري لماذا تذكرت عبارات أحد الكتاب المهووس بإطلاق توصيفات (الاستحمار) أجلكم الله، في سلسلة انحطاط الخطاب الإعلامي للبعض، (واعذروني على هذه الفقرة، وذكر هذه التوصيفات، لكنها ترصد الواقع)..!
لكن حين تعرف خلفيات الموضوع، وتقرأ الأسماء، ربما تلتمس العذر لمن استخدم تلك التوصيفات، فكما يقال في علم الاجتماع: «الإنسان ابن بيئته»!