تحدث سمو رئيس الوزراء، قبل أيام، حين اجتمع بكبار المسؤولين في الدولة حول أهمية دور الصحافة البحرينية وما تقدمه من إضاءات في شتى المجالات الوطنية، وعلى ضرورة التفاعل مع القضايا المطروحة، حيث قال: «إننا أمام هذا الدور المتنامي للصحافة الوطنية فقد وجهنا الوزراء والمسؤولين إلى فتح القنوات أمام الصحافة، وسرعة التفاعل مع كل ما يطرح فيها من قضايا تهم المواطن وتختص بها الجهات الحكومية، وإنني أتابع شخصياً وبشكل يومي ما يكتب في الصحافة ومدى تفاعل الوزراء والمسؤولين معه».يبدو أن سمو رئيس الوزراء أكثر حرصاً على متابعة شؤون الوطن والمواطنين عبر ما يكتب في طيات الصحف البحرينية من كافة المسؤولين في الدولة، ولهذا كان من الضروري لسموه أن يوجه كافة الوزراء والمعنيين بالشأن البحريني لمتابعة كل ما يكتب عبر الصحف اليومية، خصوصاً تلك التي تعنى بشأن المواطنين وهمومهم ومعالجة قضاياهم.ربما لمس سموه أن الكثير من القضايا التي تطرحها الصحافة بدت متكررة، وهذا التكرار يعني أن المسؤولين لم يقوموا بمتابعة المشكلة من أجل معالجتها، ولهذا نوه سموه إلى ضرورة أن يقرأ المسؤولون في البحرين قضايا الناس عبر الصحافة المحلية حتى يكون التفاعل مع الجمهور قريباً جداً، وحتى تتم معالجة أكبر قدر من القضايا التي يعاني منها الناس، وهذا لا يكون إلا من خلال مسؤول يقرأ الصحف جيداً، دون الاعتماد على «قسم التلميع» أو ما نسميه اليوم بأقسام العلاقات العامة.في هذا الإطار نود أن نتكلم عن بعض القضايا المهمة التي طرحناها في مقالاتنا وعبر قلمنا في ما يخص هموم الناس وقضاياهم، لكن دون الحصول على ردود أفعال من طرف المسؤولين، وهذا يعني أن سموه يعلم جيداً أن الكثير من هؤلاء المسؤولين لا يتابعون مشاكل المواطنين من أجل إيجاد حلول لها، ولهذا وجههم لقراءة الصحف وتبني قضايا المجتمع.لا أعلم مقدار ما كتبناه نحن من مقالات لا تعد ولا تحصى بخصوص ملف توظيف الأطباء الجدد -على سبيل المثال-، وحتى يومنا هذا لم يتفرغ وزير الصحة أو من هم حوله من المسؤولين لمتابعة هذا الملف، بل على العكس من ذلك، فقد تجاوزوا كل محاولاتنا النقدية والبناءة في تطوير بحرنة الوظائف وتطوير الصحة في البحرين عبر الصحافة، فأخذوا يسارعون في تجاهل الرأي العام حول هذا الملف «المثال»، كما أنهم اتخذوا وضعية «المتجاهل» حول كل ما طرحناه لهم بالأدلة والمستندات، وبدل أن يوظفوا الأطباء قاموا باختراع برنامج لا يوجد في كل دول العالم أسموه «تدريب الأطباء»، ضاربين بعرض الحائط كل الأصوات الصحافية الوطنية التي كانت تناشدهم من أجل إيجاد حل لملف الأطباء، لكن دون جدوى!ضربنا هذا المثل هنا لنؤكد أن إصرار سمو رئيس الوزراء على كل المسؤولين بضرورة قراءة الصحف المحلية وعدم تجاهل أقلامها يعني، أن سموه يعلم أن هنالك الكثير من القضايا مازالت عالقة بسبب عدم المتابعة أو حتى القراءة اليومية للصحف من طرف هؤلاء المسؤولين.حين يقرأ سموه ويتابع كل ما يكتب في الصحف وبصورة يومية، وهو على رأس الحكومة، فما هي حجة المسؤولين الذين لا يقرؤون الصحافة ولا يتابعون شؤون الناس؟ هل يستحقون المنصب الذي أعطتهم إياه الدولة لرفعة سمعة المواطن البحريني؟ أم أنه مجرد منصب شرفي «للشو والرزة» فقط؟