ما حصل في الكويت مؤخراً من كشف لأسلحة إيرانية مخبأة هناك، وباستخدام الطابور الخامس فيها، أمر هز المجتمع الكويتي، بالأخص المجتمع المخلص لعروبته وانتمائه للخليج والواقف خلف قيادته، لكنها مسألة تكشف الكثير، خاصة إذا ما ربطت بما تحاول إيران فعله في البحرين أو بالمنطقة الشرقية بالسعودية من خلال أذرعها الموالية لها.
نحمد الله أن كشفت العملية في الكويت في هذه المرحلة الأولية، وأن الكويت الشقيقة لم تضطر أن تخوض جولة مع الإرهاب الصريح والواضح على الأرض مثلما يحصل في البحرين.
لكن كل هذه الأمور تثبت بأن هناك ما يتم التخطيط له في الخفاء، وأن هناك بالتأكيد «ساعة صفر» للتنفيذ، وهنا تذكروا اعترافات من ضبطوا في عملية تهريب الأسلحة الإيرانية إلى البحرين عن طريق البحر، حينما قالوا بأن الهدف الرئيس كان بتهريب أكثر كمية ممكنة من الأسلحة. وهذا يعني أن تكديس الأسلحة يتم بانتظار لحظة زمنية معينة.
المشكلة التي نراها كبحرينيين في الكويت تكمن في وجود عناصر تتحرك بحرية هناك وتتحدث بكل صراحة وبشكل مكشوف عن تقديرها العميق وعن ولائها لإيران ورموزها ولحزب الله وأمينه. تصور أنفسها وهي ترفع أسلحة، تذهب لتشارك السفاح بشار الأسد المدعوم من خامنئي في إجرامه، بل وصل بعضهم للتدخل في الشأن البحريني وإعلان مناصرة الانقلابيين ضد النظام الحاكم هنا. كل هذا يقومون به بشكل سافر وواضح، وهي المسألة التي يحاول انقلابيو البحرين «قدر استطاعتهم» أن يخفوها، ونعني هنا إعلان الولاء الصريح لإيران وتمجيد رموزها.
الداخلية الكويتية صدر عنها تصريح واضح ومباشر بأن كل من يكتشف أن له يداً في مناصرة الإرهاب ودعمه والتأسيس له، فإن الإجراءات الصارمة ستطاله من سحب للجنسية والمحاكمة بالقانون. وهنا لنسمي الأسماء بمسمياتها، فالإرهاب الذي يستهدف الخليج هو «إرهاب إيراني» ولا إرهاب غيره، وهذا الإرهاب له امتداد زمني يمتد لعقود، وهو أخطر من أي إرهاب آني طارئ، لأن تأسيس الإرهاب الأول يتم منذ زمن طويل، وصناعة «الطوابير الخامسة» التي تبرع فيها إيران تمت على مراحل متعددة.
حينما قلنا بأن الخليج العربي اليوم لديه تحد واحد كبير يتمثل بصد الإرهاب واستهداف الطامعين وعلى رأسهم إيران، فإننا لم نكن نتحدث عن البحرين فقط، بل هذا الاستهداف معني بكل دول الخليج، السعودية في منطقتها الشرقية مستهدفة، الإمارات وجزرها المحتلة خير إثبات على نوايا إيران بشأن الخليج ونزعة اختطاف الأراضي وسرقتها والسيطرة عليها، البحرين وما تموج به من مشكلات وأزمات كلها «صناعة إيرانية»، وها هي الكويت طفت على السطح النوايا الآثمة الإيرانية بشأنها، ولا يعرف بالضبط ماذا يتم التخطيط له بالنسبة لقطر، وحتى عمان التي يبدي الإيرانيون دائماً بأنهم أصحاب علاقة مسالمة معهم.
كل «ذنب» لإيران، وكل عميل لها، وكل «طابور خامس» لابد وأن يواجه بصرامة، هنا نتحدث عن أمن دول، وسلامة أفراد، بالتالي من يكتشف بأنه يوالي هذه الدولة العدوة الفاجرة في جيرتها، من الخطأ أن يتم التعامل معه بحسن نية وتسامح، هؤلاء «مهمتهم» تفتيت الخليج وتحويله لامتداد للمشروع الصفوي الإيراني، ومنح أي مساحة لهم للتحرك بوجه سافر واضح يدين بالولاء للخارج، إنما منح مساحة لـ»طابور خامس» بأن يعزز تغلغله في دولنا وأن يقوي نفسه ويزيد تسلحه بانتظار لحظة الانقضاض، مثلما حاولوا فعله في البحرين مراراً.