لقد طغى جداً إرهاب ولي الفقيه الصفوي وبشكل سافر، وكل يوم ينفخ فى وجوهنا عينة من عينات إرهابه المرعبة.
نعم، في ظروف قميئة وبيئة مسمومة بالطائفية كالتي تتنفس فيها مجتمعاتنا هذه الأيام، وجد الكيان الإيراني على أراضينا مرتعاً خصباً لتربية خلاياه وجراثيمه العميلة المصابة بالهوس المذهبي المؤدلج، ليس في البحرين التي تعيش إرهاب منظم منذ خمس سنوات فحسب، ولا حتى في السعودية، وتحديداً المنطقة الشرقية، بل حتى في الكويت، وغداً سنشاهده في عواصم خليجية أخرى.
الخميس الماضي تم القبض على 5 من العناصر الإرهابية المتورطة بارتكاب تفجير سترة الإرهابي الذي وقع بتاريخ 28 يوليو الماضي وأسفر عن استشهاد اثنين من رجال الأمن وإصابة ستة آخرين، وقد اعترفوا بالعملية الإرهابية وارتباطهم بشكل مباشر بالحرس الثوري الإيراني.
ومن البحرين ننتقل إلى الشقيقة الكويت التي استقبلت في مطلع الأسبوع الماضي وزير الخارجية، حيث كشفت أجهزتها الأمنية يوم الخميس الماضي أيضاً عن مخطط إرهابي كبير لـ «حزب الله» اللبناني، كان يستهدف ضرب الكويت وأمنها واستقرارها، وضبطت ترسانة ضخمة ومتنوعة من الأسلحة والذخائر تكفي لاحتلال دولة، كما قامت الأجهزة الأمنية الكويتية بالقبض على نحو 20 متورط في القضية بعضهم من جنسيات إيرانية ولبنانية.
والسؤال هنا؛ كيف يمكن أن نجتث ونقتلع عملاءه من المنطقة؟ وكيف يمكن أن نواجه هذا الإرهاب الفارسي الصفوي المنظم والموجهة ضد دول الخليج تحديداً؟
الحقيقة أن مساحة هذا المقال تمنعني من فيض الإجابة على السؤال الأول بالتفصيل، لذا سأدلل على الإجابة بالخطاب المتلفز للرئيس العراقي فؤاد معصوم الذي ألقاه يوم الجمعة الماضية، وأعلن فيه أمام العراقيين مصادقته على 331 حكماً بالإعدام، نصفهم مدانون بجرائم إرهابية، وذلك كما قال بالحرف الواحد: «حفاظاً على أمن المجتمع»!
أتصور أني لست مطالباً بالإفاضة والإطالة في الشرح؛ فالمعنى مما قاله معصوم واضح «وكل لبيب بالإشارة يفهم»!
أما إجابة السؤال الثاني فتتلخص وفق نظرية ضرب رأس الأفعى، فالمعلوم أن مجلس الأمن حالياً يحارب «داعش» من خلال قوات التحالف الدولي، بحجة أنها جماعات متطرفة، ترفض النظام الدولي القائم على احترام الدول وسيادتها، وتشكل قلقاً للمجتمع الدولي وتهدد السلم والأمن في المنطقة وفي العالم.
طيب بذمتك؛ ما هو الفرق بين النظام الإيراني و»داعش»؟!
إيران كما «داعش» ترفض النظام الدولي القائم على احترام الدول وسيادتها، وترعى الإرهاب، وتهدد السلم والأمن في المنطقة، وبشهادة الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه الذي قال في حوار مع صحيفة «الشرق الاوسط» بتاريخ 13 مايو الماضي: «إيران منخرطة في تصرفات خطيرة ومزعزعة لاستقرار دول مختلفة في أنحاء المنطقة. إيران هي دولة راعية للإرهاب، وهي تساهم في مساندة نظام الأسد في سوريا، وتدعم حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة، وهي تساعد المتمردين الحوثيين في اليمن، ولذلك فإن دول المنطقة على حق في قلقها العميق من أنشطة إيران، وخصوصاً دعمها لعملاء بالوكالة يلجؤون إلى العنف داخل حدود دول أخرى».
هل تريد أكثر من ذلك دليل؟!
مطلع هذا الشهر، وتحديداً في الخامس منه، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بـ «الفم المليان»: «إيران دولة مارقة وتدعم الإرهاب»!
فإذا كان المجتمع الدولي يرى أن إيران دولة مارقة ترعى الإرهاب ولا تحترم سيادة الدول، وتسعى إلى زعزعة أمن دول الخليج عبر عملائها وكلائها في المنطقة؛ فلماذا لا يتعامل معها كما يتعامل مع «داعش»؟
لماذا لا يقوم مجلس الأمن بواجبه تجاه حماية دول أعضاء في الأمم المتحدة ضد الإرهاب الايراني، أسوة بما فعله ضد «داعش».
لذلك كله أقول؛ على مجلس الأمن والدول العظمى ولكي يتمكنوا من استعادة وتعزيز مصداقيتهم، مواجهة الإرهاب الإيراني، حتى لو اضطروا إلى تشكيل تحالف دولي لشن حرب ضد طهران أسوة بما فعلوه مع «داعش».
لكن هل تعتقد أن مجلس الأمن والدول العظمى قادرون على فعل ذلك؟
مستحيل؛ لأن هؤلاء لا يتحركون إلا إذا كان الإرهاب مصدره سنياً، أما إذا كان شيعياً وتحديداً ولي الفقيه، فيغضون الطرف، ولاحظ ما يحدث في العراق وسوريا، الآلاف من أهل السنة يقتلون هناك كل يوم على يد ميليشيات ومرتزقة إيران، فيما المجتمع الدولي يتفرج «وعامل نفسه ميت»!