ضمن ترسانة الأسلحة التي عثر عليها في واحدة فقط من مزارع الكويت 144 كيلوغراماً من مادة «التي إن تي»، وهي إحدى المواد الخام التي تستخدم لصناعة الأحزمة الناسفة بالإضافة إلى مادة السي فور ويستخدم الاثنان في تفخيخ السيارات كذلك.
هذه المواد مواد احتكرت (داعش) الملكية الفكرية في استخداماتها، أي أن الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة هي تخصص القاعدة ومن بعدها داعش، أليس غريباً أن تكون هذه المواد ضمن المواد التي أعلنت السلطات الكويتية أنها ضبطتها في مزرعة العبدلي ومصدرها إيران؟!
لماذا تم تهريبها وتخزينها؟ ومن كان سيستخدمها؟ هل يعقل أن يستخدم حزب الله أحزمة ناسفة أو سيارات مفخخة؟ أليس ذلك تخصصاً داعشياً؟ وضحاياها (غالباً) شيعة؟ هل يعقل أن تتسبب إيران بقتل شيعة وهم من محبيها ومن مواليها ومن داعميها؟
للتذكير فقط 4 كيلوات من نفس المادة استخدمت في مسجد الصادق وقتلت 27 وأصابت 200، أما تفخيخ السيارات فتحتاج السيارة إلى ربع كيلو لقتل 100 فرد وآخر سيارة فجرتها داعش في العراق الأسبوع الماضي قتلت 100 شيعي.
وقد يتساءل أحد الشيعة البسطاء وهل يعقل أن تقتل إيران شيعياً وهي نصيرة المظلومين ونصيرة أتباع آل البيت وأمهم الرؤوم وحضنهم الدافئ؟
لم يردع إيران عن قتل معارضيها وهم من الشيعة -سواء كانوا إيرانيين شيعة أو عرب أحواز شيعة- وقد كانوا ضمن نطاق حدودها السياسية يحملون الجنسية الإيرانية فهل ستكترث إن كانوا خارج تلك الحدود ومن جنسيات أخرى؟ المصلحة القومية الإيرانية هي التي تحدد ما يجوز وما لا يجوز وليس الانتماء العقائدي، وقد يقول آخر محب لآل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم، لكن هؤلاء الشيعة خونة للإمام يجوز قتلهم، إنما لا يمكن أن تقتل إيران الأبرياء من الشيعة من محبي الإمام.
نحيل هؤلاء البسطاء الطيبين لاعترافات جورج كيسي رئيس أركان الجيش الأمريكي وقائد القوات الأمريكية في العراق عام 2013 في شريط مصور وموجود هذا الاعتراف إلى الآن أن التحقيقات الخاصة أثبتت أن إيران هي التي تقف وراء تفجير المرقدين طبعاً جاء الاعتراف بعد أن أعدمت السلطات العراقية متهمين أحدهما تونسي والثاني عراقي بحادثة التفجير.
معقولة؟ هل يمكن أن تتحالف إيران مع التكفيريين حملة الأحزمة الناسفة والمفخخات؟
أليست إيران من يستضيف قيادات لتنظيم القاعدة في أراضيها وهي من تؤوي أفراداً من أسرة بن لادن؟
لكن الطيبين من محبي آل البيت سيحتجون ويعترضون إذ إن الأحزمة الناسفة محرمة شرعاً في الفقه الشيعي ولا يجوز استخدامها أو التعاطي مع مستخدميها، ونحيل هؤلاء البسطاء إلى فتوى السيد كاظم الحسيني الحائري في جواز استخدام الحزام الناسف في 10 من ربيع الثاني عام 1424 هجري.
وأخيراً هناك خيط متين جداً وقد يكون أمتن الخيوط وهو السؤال الذي بدأت تتسع دائرة طرحه من سوريا للعراق للمملكة العربية السعودية لليبيا الآن، وهي المناطق التي تنشط فيها داعش، أين داعش عن إيران؟ حقاً أين داعش عن إيران؟
وعموماً في النهاية السؤال الأساسي الذي يتصدر قائمة المحققين في أي جريمة أبحث عن المستفيد، وأكبر المستفيدين من التفجيرات في الدول العربية هي إيران حتى لو أدى ذلك لموت شيعة أبرياء من محبي إيران ومن أتباع آل البيت الطيبين، فلا شيء مقدم على المصلحة الإيرانية.
كانت هذه الخيوط المتفرقة تربط التفجيرات والتفخيخات التي يقع ضحاياها شيعة عرب بإيران, فهل هناك هدايا أخرى تحملها إيران للشيعة العرب؟