إكسير الحياة هي أسطورة قديمة تعود لما قبل الميلاد اختلف المؤرخون في تحديد مصدرها بين الصين ومصر الفرعونية حيث عبر المؤرخون عنه بأنه عقار أسطوري أو مشروب يضمن لشاربه حياة أبدية أو شباب أبدي، وقد سعى إليه العديد من ممارسي «الكيمياء القديمة» بحسب الأساطير الصينية.
وقيل أيضاً عن إكسير الحياة أنه يمكن أن يخلق الحياة وهو أيضاً مرتبط بأسطورة «تحوت» إله المعرفة عند المصريين القدماء وهرمس الهرامسة، حيث قيل عن كل منهما في حكايات متفرقة أنه تناول «القطرات البيضاء» «الذهب السائل»، وحصلا بذلك على الأبدية، وقد ذكر في أحد النصوص الفرعونية أن الماء معروف أنه إكسير الحياة حيث إنه مصدر هام لحياتنا.
لا يختلف أحد على جمال هذه الأسطورة لما تحمله من أمل وطموح للجميع بأن هناك ما يدعو للبحث ومواصلة العمل من أجل الديمومة والاستمرارية في موضوع معين يستحق كل ذلك العناء والجهد كما هو الحال في رياضتنا البحرينية التي تحتاج لهذا الإكسير الذي يعيد لها الحياة من جديد ويضمن لها الاستمرارية والاستدامة على مر الزمن خصوصاً فيما يتعلق بالأندية التي تعيش حالة من التقشف وتتبع أسلوب «شد الحزام» على الرغم من التضخم الواضح في شتى الأمور المتعلقة بالرياضة من الناحية الفنية والإدارية والعمل فيها.
الرياضة في البحرين تمر بحالة أشبه بحالة الوفاة السريرية أو كما يطلق عليها بالمصطلح الطبي الوفاة الإكلينيكية وعلى وجه الخصوص في الأندية التي تكاد تسلم عهدتها للمؤسسة العامة للشباب والرياضة نظراً لشح الإمكانيات المادية فيها وإن صح التعبير ندرتها واعتماد أغلب الأندية على مصدر دخل وحيد هي الموازنة المرصودة والممنوحة من قبل الدولة ممثلة في المؤسسة العامة للشباب والرياضة.
رياضتنا وأنديتنا اليوم بحاجة إلى إكسير الحياة الذي ذكر في الأساطير القديمة وأهلك العلماء في طريق البحث عنه لكن إكسير الحياة للرياضة اليوم لم يعد بالشيء الصعب أو المستحيل كما يعتقد الكثيرون أو هو أمر خيالي كما هو في الأساطير فإكسير الحياة للرياضة اليوم هو المال والمال لن يأتي إلا عن طريق الاستثمارات في الأندية سواء باستثمار اللاعبين عبر إبرام صفقات الإعارة والاحتراف، أو عن طريق استثمار مواقع وأراضي الأندية كما هو الحال مع عدد بسيط من الأندية.
ولاستمرار الأندية وديمومة هذا الإكسير معهم يجب أن تخضع العملية الاستثمارية لعملية تدقيق كبيرة عبر لجان استثمارية متخصصة من جهات محايدة بمقابل تسهيلات أكبر للأندية من أجل إنعاشها ونقلها من حالة الوفاة السريرية التي هي فيها وإعطائها أمل الحياة من جديد خصوصاً وأن أغلب الإدارات في الأندية تعاني اختفاء أعضائها ليس تعمداً بل خجلاً من مواجهة أصحاب المديونيات.
لفت نظر
نشكر المؤسسة العامة للشباب والرياضة في الفترة الأخيرة ممثلة في إدارة شؤون الأندية التي يديرها محمد بوعلي لتحركاتها مع الأندية ودراسة إمكانية الاستثمار فيها وهي تعتبر خطوة جيدة في وقت الأندية بحاجة لمثل تلك الزيارات لكن في نفس الوقت نتمنى أن تحظى المشاريع الاستثمارية في الاندية باهتمام أكبر في الفترة القادمة ودراسة اقتصادية وافية ليعم النفع عليها وتضمن الأندية مدخولات مساعدة جيدة تعينها على مواصلة العمل.