إنها الدولة الشجاعة التي تشير إلى عدوها بالاسم فلا تجامل ولا تداهن ولم تحاول قط أن تراهن على سيادتها وكرامتها ومكانتها، وها هي تشير إلى عدوها بالاسم والصفة والعنوان في صحفها وعلى لسان مسؤوليها وفي كل المحافل وتكشف خلاياه وتظهر الأدلة دون أن تخشى حرسه ولا جيوشه، لأنها دولة الرجال الذين حكموا البحرين بالعقيدة الصحيحة، رجال لا تعني لهم الحياة شيئاً إذا نادى المنادي للجهاد ومواجهة عدوها، إنه الإيمان الصادق والثقة بنصر الله في مقارعة الباطل الذي سيسقط كما سقط في الماضي .. نعم سيسقط كما سقط في 2011، بإذن الله.
إن جرأة الدولة الخليفية وشجاعتها وحكمتها في مواجهة العدو يجب أن يضرب بها الأمثال، وأن تكون درساً يدرس للأجيال، بل مقرراً دراسياً لكل الفصول الدراسية في كل المراحل، وذلك حين واجهت مؤامرة انقلابية، تعتبر من أكبر المؤامرات في الوطن العربي، وذلك حين وظفت أمريكا وإيران معاً عملاءهم للإطاحة بالحكم، فإذا بهذه المؤامرة تنقلب عليهم وتنتصر البحرين في أقل من شهر في مؤامرة استغرق الإعداد لها عقوداً من الزمن، ثم بعدها تغلق كل الأبواب في وجه أمريكا التي صارت حائرة ماذا تفعل في أسطولها تحركه يمينياً أو شمالاً، وكذلك إيران التي لم تستطع أن تفعل أكثر من عرض صور متحركة على قنواتها كي تقنع المجتمع الدولي أن النظام في البحرين يقتل شعبه، هذا كل ما استطاعوا أن يفعلوه أمام الدولة الخليفية وشعبها الذي التف حول قيادته، وهو شعبها الأصيل الذي سيظل ذخراً للبحرين، وذخراً لدول الخليج العربي، إنه شعب البحرين الوفي الذي سجل له التاريخ المواقف الخالدة، وذلك عندما رفع راية الأمة بيد وراية وطنه بيد، إنه الشعب الذي ألف العيش تحت ظل الكرام، ولن يرتضي أبداً أن يخلفه اللئام الذين لا يعرفون لله ولا لعباده حق، أنهم الفرس الذين جددوا عداوتهم للمسلمين بعد أن جاء الغرب بالخميني إلى إيران كي يفتح لهم الطريق ويعاونهم في إبادة الشعوب المسلمة وتفتيت دولهم واغتصاب حكمهم، وذلك بعدما وجدوا الولاء والطاعة فيه وفي أذنابه في الخليج، الذين سارعوا إلى تنفيذ وصيته.
إنها الدولة الخليفية التي قامت بكل ما يمكنها أن تقوم به حتى لا يكون هناك عذراً بأنها خرقت أو انتهكت، فقد أخذت بكل الأسباب ومنذ 4 سنوات، وهو صبر لم تصبره دولة على مخاطر تمس سيادتها وأمنها، لم تصبره أمريكا التي لا يتردد شرطتها في إطلاق النار على المتظاهرين، وها هي تقضي على حركة ما تسمى «احتلوا وول ستريت» في 2011، حركة كانت مطالبها إصلاح السياسات الاقتصادية لا أكثر، ولكن قابلتها الحكومة الأمريكية إذ فضت اعتصاماتها بالقوة، بحجة تحول تلك المخيمات إلى «بؤر تهدد الأمن والصحة العامة»، وكذلك هي بريطانيا وفرنسا وغيرهم من الدول لا يصبرون حتى ساعات على أي تظاهرات حتى لو كان هدفها تحسين ظروف معيشية أو تعديل قوانين اقتصادية.
الدولة الخليفية اليوم يقع عليها مسؤولية الحفاظ على مملكتها واستتباب أمنها، إذ إن الصبر قد لا ينفع في كل حال إن طال، كما إن للصبر كما يقال حدود، ومرور أربع سنوات من الصبر على استمرار الإرهاب والإصرار على الاعتداء على الدولة بالتعدي على مؤسستها الأمنية، وتنفيذ عمليات إرهابية لصالح إيران، هو حال لا يمكن أن يصلحه صبر ولا يفيد معه ضبط النفس، بل ينفع معه إجراءات حاسمة واستباقية، والاستباقية تتطلب بالبحث عن مخازن الأسلحة، فأنه بالتأكيد المخزون كبير، وخاصة عندما اعترف قادة المؤامرة والإرهاب بأنهم لم يستخدموا نصف قوتهم.
إنها الدولة البحرينية الخليفية الشجاعة التي طهرت أرض البحرين من أرجاس الفرس، وكذلك ستبقى البحرين الأرض المحرمة على أذناب الفرس الذين تمنيهم شياطينهم بأن يكون ولاة أمر في أرض العرب، إنها الدولة الشجاعة الجريئة التي لم تخاف عدوها يوماً، ولن تخافه بإذن الله، وها هي علامات الجرأة التي قالت ما لم يقله صراحة أحد من الدول، إنها الدولة الشجاعة التي لم تغط على جرائم الإرهابيين ولم تحاول التكتم أو التستر على جرائم أذناب إيران، لأن التكتم ومحاولة تغيير الموضوع أو التمويه فيه سوف يساعد العدو إلى الوصول إلى لحظة تأهب العدو لكسر الصبيات واستخراج الأسلحة الثقيلة والخفيفة حتى تكون مذبحة تستدعى تدخل الجيش الأمريكي ومعه الحرس الثوري الإيراني الذي سيدخل بحجة الدفاع عن الشيعة، كما فعل في سوريا.