أراني مضطراً اليوم لتكرار ما سبق لي طرحه في هذه الزاوية قبل عدة أشهر في مقارنتي بين المنسق الإعلامي والصحافي الرياضي.
لايزال الأمر يشهد تداخلاً غير مهني بين المنسق الإعلامي سواء في الأندية أو الاتحادات الرياضية وبين الصحافي الرياضي المنتمي لإحدى الصحف المحلية، وهذا التداخل يؤدي في كثير من الأحيان إلى تحييد دور الصحافيين وتهميش دورهم وهو ما يتطلب وجود حل جذري لهذه الازدواجية!
فلقد لاحظت في الآوانة الأخيرة غياب المرافق الصحافي أو المرافقين الإعلامين بشكل عام عن العديد من المشاركات الرياضية البحرينية التي تقام خارج حدود المملكة والاكتفاء بالاعتماد على المنسقين الإعلامين المرافقين للوفود الرسمية لهذه المنتخبات أو قيام أحد أفراد الوفد الإداري بإرسال ما يحلو له من أخبار عن مشاركته ومشاركة اتحاده في ذلك الاستحقاق، وكأن البحرين ليس بها جهات مختصة بالإعلام الرياضي وليس بها صحافيون قادرون على القيام بدور التغطية الصحافية المحايدة!
منتخب ناشئي الطائرة شارك في البطولة العربية بالمغرب بدون موفد صحافي وكذلك منتخب الطاولة الذي شارك في البطولة العربية بالأردن ومنتخب شباب السلة ونفس الوضع ينطبق حالياً على منتخب ناشئي القدم المتواجد في الدوحة ومنتخب ألعاب القوى المتواجد في بطولة العالم بالصين. وينتظر أن يتكرر هذا السيناريو على منتخب الشباب الكروي الذي سيشارك في بطولة التعاون بالدوحة وكذلك منتخب رجال الكرة الطائرة الذي سيشارك في البطولة الخليجية، ويبدو أن الموفد الصحافي أو الإعلامي لم يعد له مكان في حسابات الأندية والاتحادات الرياضية في ظل وجود منسيقين إعلامين يعملون كموظفين معتمدين لدى بعض الأندية والاتحادات الرياضية!
الاتحادات والأندية لم يعد يهمها الموفد الإعلامي طالما أنها مطمئنة على أن أخبار مشاركتها ستنشر بالكامل من خلال رسالة منسقها الإعلامي في الوقت الذي تقف فية إدارات الصحف المحلية موقفاً سلبياً ولا تريد أن تنفق من خزائنها لابتعاث موفد خاص على عكس ما يحدث في دول الجوار التي تحرص على ابتعاث الوفود الإعلامية في كل مشاركاتها الرياضية!
كل ما نأمله للخروج من هذه الإشكالية هو أن تسارع لجنة الإعلام الرياضي بالدخول في شراكة جديدة مع اللجنة الأولمبية مماثلة لتلك التي أبرمت مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة وأن تسارع في تفعيل هذه الشراكة نظراً لأهمية الموضوع وكذلك لحفظ هيبة وحقوق الصحافة الرياضية المحلية خاصة والإعلام الرياضي المحلي عامة أمام موجة التداخل غير المنطقي الذي تشهده ساحتنا الإعلامية الرياضية هذه الأيام!
بقي أن نكرر ما ذكرناه سابقاً عن طبيعة عمل المنسق الإعلامي وهي أقرب للمهمة الإدارية الرسمية منها للمهمة الإعلامية الاحترافية ولا يجوز مهنياً الخلط بين المهمتين إلا في حدود ضيقة جداً كحالة المعسكرات الخارجية المغلقة والتي يحق للأندية والاتحادات الرياضية عدم اصطحاب موفدين إعلامين بينما الأمر يختلف في الدورات والبطولات الرياضية التي يستوجب وجود الوفد الإعلامي أو الموفد الصحافي على أقل تقدير.