بسطاء وفلاحو وفقراء شيعة العراق هم الذين نرفع لهم القبعة لأنهم هم الذين تجرؤوا و قالوا كلمة الحق، هم الذين فضحوا خراب الأحزاب الدينية الشيعية، وبذلك وجهوا صفعة لمثقفيهم وأصحاب الادعاءات الخطابية من صحافيين وسياسيين ونشطاء وحقوقيين الذين تبنوا على مدى اثني عشر عاماً مهمة قذرة، وهي التغطية والتعتيم على فساد الأحزاب الدينية الشيعية لا في العراق فحسب بل حتى في بقية الدول الأخرى حيث أفرع الحزب تنتشر كما في البحرين.
أما التسابق والتهافت الجاري الآن في وسط مثقفيهم وكتابهم الذين يدعون أنهم يمثلون الطائفة الشيعية في العراق وخارج العراق على الإقرار بوجود الفساد والخراب فقد جاء متأخراً بل جاء مرغماً ومضطراً ولاحقاً لركوب الموجة وليس له الفضل أبداً في هذا الإقرار، فما تحركوا إلا بعد أن خرج البسطاء عن صمتهم وصرخوا بوجه «وكلاء» التقية السياسية.
أفندية الحزب الذين يدعون التمدن والتحضر مزيفو الإعلام والسياسة والناشطون منهم يتحملون كل جرائم الأحزاب، فهم الذين قضوا اثني عشر عاماً يمنعون الحقائق من الظهور لأنهم خانوا الأمانة وتعذروا عن قول كلمة الحق، بحجة وحدة الصف وبحجة أن البيت يصلح من الداخل فقط وبالسر ، فهيؤوا بيئة نما فيها الفساد والخراب والدمار.
صحيح أن الفقير سكت والفلاح تحمل والمحتاج صمت مدة اثني عشر عاماً على كل ما يراه من خراب وظلم بحجة أن المرجعية لم تأذن له ولن تسمح بالخروج عن الحكم الإسلامي والديني، لكن ما عذر المنتفعين والمستفيدين والمسوقين والمروجين للحزب من طبقة عاشت على فضلاته السياسية؟
لولا صرخة الفقير التي خرجت مدوية لما تجرأ أحد من مدعي الثقافة والكلام أن يجرؤ ويكشف المستور من أرقام مهولة للفساد وللسرقات، حتى المرجعية الدينية اضطرت أن تستجيب لهذه الصرخة وتلحق بالركب بعد أن خرج الأمر من يدها، ومن بعدها رأينا كيف تدافع المثقفون للحديث عن فساد هذه الأحزاب وخرابها وفردوا عضلاتهم واسترخوا بل أصبحوا ينافسون «الرجال» في الميادين وليس لأحدهم الفضل، فالفضل في الإقرار بوجود فساد أو حتى الاعتراف بوجود إرهاب لا يعود لهم، بل لهؤلاء البسطاء الذين خرجوا يهتفون «إيران بره بره» و«جمعه ورا جمعه الفساد انطلعه يعني انطلعه»، الفضل يعود لهؤلاء الذين ضربوا بأحذيتهم صور وكلاء إيران الذين باعوا العراق برخص التراب لأسيادهم الإيرانيين، لهؤلاء يعود الفضل، فلا يتفلسف أحد هنا في البحرين ويستعرض لنا «أمانته» بكشف فساد حزب الدعوة العراقي الآن، أين كانت هذه الأمانة اثني عشر عاماً؟!! هل كلمة الحق تحتاج إلى إذن من المرجعية حتى تصدح؟