لا أدري أأضحك أم أبكي على عملية شرح المسلمات وتعريف المعرفات وتبسيط المبسطات التي يقوم بها الفريق الذي عقد اجتماعاً وورشة عمل كي يعلم من له خبرة في المجال الإعلامي لسنين عدة أن إطلاق كلمة «مرتزق» على رجال الأمن هو فعل مجرم ويحض على الكراهية.
هل يحتاج الأمر إلى حضور فعالية منتدى لمنظمة دولية لتكتشفوا أن استخدام مصطلح «مرتزق» يحض على الكراهية ويقود للعنف؟!!!!!!!!!!!
هل يحتاج هذا الاستنتاج الفطري البسيط أربع سنوات ومنتدى دولياً ومعقوداً في دولة تبعد عن البحرين سفر 14 ساعة حتى تصلوا إلى حقيقة بسيطة نبهكم إليها حتى أطفال البحرين في تويتر؟!! فما كان منكم إلا نعتهم بأنهم «طباله»!!
ماذا لو فتح الباب إذن لبقية المصطلحات التي حفل بها خطاب المجموعة الإعلامية في تشظيات حزب الدعوة المنتمي لجمعية الوفاق أو لصحيفتهم أو لزملائهم ورفاق دربهم من تيارات الوفاء والخلاص وووووو.... إلخ؟
الخطاب الذي تبنته الماكينة الإعلامية لعب دوراً هاماً في جريمتين في حق شعب البحرين، الأولى زيادة وتيرة العنف محلياً والثانية تضليل المجتمع الدولي عن الواقع البحريني، كان خطاباً يخدم أيديولوجية حزبية وبجدارة ولا يخدم مهنة ولا يخدم وطناً، سواء في العراق أو في البحرين على حد سواء فالحزب واحد والمرجعية واحدة والثيوقراطية الحاكمة واحدة.
وعموماً وصول حزب الدعوة العراقي لسدة الحكم تواءم في التوقيت مع وصول الفرع البحريني منه للعمل السياسي الحزبي داخل البحرين، الاثنان وصلا للسلطة عام 2004 فشكلت تشظيات هذا الحزب في الدولتين قوائم انتخابية وصحفاً وقنوات فضائية، كما انتشر أعضاؤه في الدولتين في منظمات حقوقية مدنية مؤثرة على التواصل الدولي، وتم تكليف هؤلاء بمهمة الترويج والتلميع وتبييض وجه الحزب بفرعيه دولياً، وقد قام من سمي «بالأفندية» بهذا الدور مستفيدين من تواجدهم في العواصم الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وقت النفي.
مارس جناح الأفندية أسوأ عملية تشويه وتضليل للحقائق على الجانبين المحلي لكوادرهم وقواعدهم، ودولياً على الجانب الآخر، حيث منح هذا الجناح بمظهره وعلاقاته الدولية الشرعية «المدنية» للحزب إن صح التعبير، فهو الذي منح صك «الضمان» لتقبل وتفهم حزب الدعوة الذي أسسته مرجعيات دينية لاستحقاقات المدنية، وقد كان كاذباً في هذا الضمان، فهؤلاء الأفندية الذين لا يحملون من المدنية إلا لبسها وقشورها ويعلمون أن الحزب يرتهن في قراره لمرجعية دينية تمنع منعاً باتاً بفتوى دينية تمكين «العلمانيين» ولكن الأفندية كذبوا مع سبق الإصرار والترصد على المجتمع الدولي وأخفوا هذه الحقائق عنه وطرحوا أنفسهم وهم الغارقون في الثيوقراطية إلى أذنيهم رغم مظهرهم، طرحوا أنفسهم كدليل على «مدنية» الحزب وتسامح وتفهم مرجعيته الدينية.
ثم كذبوا على الصعيد المحلي وخلقوا بخاطبهم بيئة تفيض حقداً وكراهية وليس مصطلح «مرتزق» الذي اكتشفوا للتو أنه مجرم دولياً إلا أحد جرائمهم وليس آخرها.
اليوم حين ينتفض شيعة العراق على حزب الدعوة فإن انتفاضتهم لم ولن تقف عند أعضاء الحزب ونوابه البرلمانيين، بل امتدت إلى كل المظلات التي حمت هذا الحزب ومنحته الشرعية طوال الاثني عشر عاماً الماضيين سواء كانت المظلة الدينية منها أو المظلة الإعلامية.... والخير مقبل!!