هذا العنوان لا ينطبق إلا على دولتين في هذا الكون الفسيح، إيران وإسرائيل، كلاهما يمد يداً للمصالحة والحوار فيما اليد الأخرى تمخر كل يوم في دعم الإرهاب والتفجيرات والمجازر الدموية بحق المسلمين، بجانب أن هناك عاملاً مشتركاً يربط بينهما، احتلاهم لأراضي عربية، إلا أنه من الظلم والإجحاف مساواة إيران بإسرائيل رغم أن إيران تحتل أراضي عربية تعادل 16 ضعف مساحة فلسطين المحتلة!!
قبل أيام خرج علينا المدعو حسين أمير عبداللهيان مساعد وزير خارجية (عمائم قم) وهو يطنطن، متبجحاً، مزبهلاً، يبالغ في الهذر كالمبرسم الذي أصابه داء الفلج، معلناً عن نية إيران إجراء حوار مع دول الخليج العربية في سبتمبر المقبل، وخيراً فعلت السعودية والإمارات والبحرين بأن رفضت هذه الدعوة.
لا أدري حين نقول إن إيران دولة لا تستحي، هل هذا يوفيها حقها ويشفي غليلك عزيزي القارئ؟ لا أعتقد، ولو كان نشر المقال بيدي لأرسلت لها أطناب وجمل و(بوكيهات) مما لذا وطاب من (منيو الشتائم) انتصاراً لدماء الأبرياء التي تسيل -ومازالت- في العراق وسوريا واليمن وكل بلاد المسلمين على يد ميليشيا ولي الفقيه.
الحقيقة أن ما صنعته هذه الدولة، وما ذقنا على يديها كبحرينيين لعقود، وتحديداً في الخمس سنوات الأخيرة بفعل تدخلاتها في شؤوننا الداخلية ودعمها للإرهاب، يجعل المرء يقول أكثر من ذلك.
على فكرة، دعوة عبداللهيان ليست بالأمر الغريب، فمن المعتاد أن الفاشية الدينية متمثلة في دولة الفرس تتمتع بالبجاحة وثقل الظل وانعدام الإبداع، لكن لنفكر سوياً بما يتضح من واقع الحال، ما الدافع من وراء دعوة إيران!!
الغالب أن السبب الجوهري الذي يدفع المسؤولين الإيرانيين (للاستماتة) لعقد هذا الحوار، يعود إلى فضح أجندتهم في البحرين والكويت، جراء شبكات حزب الله الإرهابية التي اكتشفت مؤخراً في كلا البلدين، وخشيتهم أن تنفذ دول مجلس التعاون الخليجي تهديداته وتستدعي سفراءها من إيران ولبنان أسوة بما فعلته البحرين. هذا أولاً.
أما ثانياً، فهو محاولة إيران لملمة ما تبقى من كبريائها وكرامتها التي داس عليها جيوش التحالف العربي في اليمن، وخشيتهم أن تتحول هزيمة الحوثي إلى فقدان شيعة الخليج الثقة في نظام الملالي، الذي راهن عليهم تحت الولاء المذهبي، وخيل لهم الشيطان أن تمرد الحوثيين المدعوم من إيران لن يقتصر على اليمن فحسب، بل سيتمدد إلى داخل السعودية، ثم ينقل إلى البحرين ومن ثم الكويت وسائر دول الخليج!!
لذلك نقول إن الخاسر الأكبر من هزيمة الحوثيين في اليمن في المقام الأول هم شيعة الخليج، وتحديداً في البحرين، الذين باعوا أوطانهم في سبيل الولاء للطائفية المقيتة لولاية الفقيه.
أمر آخر دفع إيران إلى (الاستماتة) في الحوار مع دول الخليج العربي، ألا وهو استشعار ملالي طهران أن نظام الأسد في سوريا غدا قاب قوسين أو أدنى من السقوط والذهاب إلى مزبلة التاريخ، مما يعني سقوط حزب الله ونهاية أسطورة الإرهاب الشيعية الأولى في العالم، وبالتالي سقوط (حسن زميرة) في نفس مكب زبالة التاريخ الذي سيقبع فيه نظام الأسد.
لا أستطيع أن أكتم غيظي وأنهي هذا المقال دون أن أسأل الوفاقيين، وبياعي الأوطان وعميان البصر والبصيرة المتسابقين لمسخ جوخ خامنئي؛ ما الذي قدمته إيران وعلماؤها الفرس لكم سوى التفرقة والفتن ودعم الإرهاب والخلايا النائمة؟ دلوني على عمل صالح قدمته إيران يجعلكم تناصروها وتفضلوها على وطنكم البحرين..
خافوا الله.. فقد سئمنا من خيانتكم..