هي أن يظهر الإنسان بعكس وبخلاف ما يبطنه، وهي صفة من صفات المنافقين -صاحب الوجهين-، وهي تعني الكذب والغش في المعاملات، حتى في المحادثات العابرة، ولاتزال التقية صفة البعض في تعاملهم، وهي بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي، فالصدق والعدل ركائز أساسية للإسلام الذي لا يعرف النفاق والكذب.
أبسط أنواع التقية عند البعض هي في التحية والسلام (السلام عليكم ورحمة الله) أو (وعليكم السلام ورحمة الله)، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ «السلام بمعنى الدعاء بالسلامة من كل آفة، فإذا قلت لشخص: السلام عليك فهذا يعني أنك تدعو له بأن الله يسلمه من كل آفة: يسلمه من المرض، من الجنون، يسلمه من شر الناس، يسلمه من المعاصي وأمراض القلوب، يسلمه من النار، فهو لفظ عام معناه الدعاء للمسلم عليه بالسلامة من كل آفة»، فكيف بشخص يلقي عليك تحية الإسلام لفظاً ويبطن في قلبه العداوة والبغضاء.
أيديولوجيات فكرية وطائفية، جعلت من البعض يتفنن في التقية، حزب الله البحريني مثال للإرهاب داخل البحرين، تلقى تدريباته في لبنان والعراق وإيران وفي سوريا، ومارس الإرهاب في وطنه، فمن هو هذا الإرهابي الذي استباح دماء البشر؟ من هذا الإرهابي الذي أخذته طائفيته بأن يرهب الناس ويعبث بأرواحهم وممتلكاتهم؟ من هو هذا الإرهابي الذي يظن بأن إرهابه هو نضال وبطولية وشرف وجنة؟
الإرهابي هو صاحب التقية الذي يجالسنا في النهار، يعيش بيننا، نتعامل معه، ويخطط لهلاك البحرين ومن فيها في الليل، هو الذي قتل رجال الأمن غدراً واستنكر لقتلهم في النهار، هو من ينادي في المجالس لا للطائفية، وطائفيته أغرقته بدماء الأبرياء، صاحب التقية هو من يمول الإرهاب ويعزي أهل ضحاياه في النهار.
نحن لا نكفر أحداً ولا نخون أحداً - ولكن أفعالهم تفعل ذلك، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ولكن ألسنتهم تعودت على الكذب والافتراء على الوطن وقيادته وعلى كل ما يخالفهم في الرأي والمذهب والفكر، وأيديهم تعودت على النار والمولوتوف والاعتداء على المسالم في أرض الوطن، حتى أصبحنا بين المطرقة والسندان وكلاهما شر؛ مطرقة الإرهاب وسنديان التقية.
إيران تصدر الإرهاب للدول العربية وهي تتبع في تعاملها مع جيرانها التقية المطلقة، حتى أمست مكشوفة للعالم، استهدفت بعض من أبناء الوطن، وعدتهم بالمناصب، أغرتهم بالمال وعشمتهم بالجنة، إيران بدورها تتعامل مع أبناء الوطن العربي الذين ينتمون لفكرها وأيديولوجيتها خونة أوطانهم.. تعاملهم بالمثل، بالتقية، فمن ولد على النفاق وتربى على الكذب، سيظل يمارس ذلك إلى أن تقوم القيامة، كما نقول.
المشكلة إن من سقطت أقنعتهم في 2011، أصبحوا مكشوفين للجميع ولكن مازالوا يمارسون التقية أمامنا ومن حولنا، فذاك عاد في منصبه، وآخر عاد لشعره، وذاك تقرب من القيادة أكثر، لا أدري هل تناسى البعض هتافات الدوار « والله مو حابه أذكر هتافاتهم النارية في مقالي»، كانت أياماً عصيبة، ارتوينا من تقية البعض واعتصرنا ألما على بلادنا التي كادت أن تنجر في دوامة لا غرار لها.
البحرين اليوم يجب أن تكون غير البحرين في عام 2011 ، هذه التجربة التي مر بها الصغير والكبير، المواطن والمقيم، يجب ألا تمر من دون أن نأخذ الحيطة من أصحاب الأقنعة، فأصحاب التقية يلبسون ألف قناع، يناضلون من أجل دمار الوطن، فمن فرق بين النسيج الواحد وأصبح أبناء الوطن الواحد بين الدوار والفاتح لن يستكين أبداً.. فالتقية ديدنه.