لكثرة ما أسمعه أحياناً عن ملامح التشاؤم التي تعم البعض، وأن ما يكتب في الصحف والمجلات ما هو إلا حبراً على ورق ومضيعة للجهد والوقت، وأنه لا داعي للكتابة ووجع القلب، لا أخفي عليكم، كاد إحساس الإحباط أن يتسلل إلى مداد قلمي، ولكن مع هذا استمررت بالكتابة بشأن ما يستفز صمتي ويثير غضبي، والتي أترجمها بكلمات صارخة على الأوراق الصامتة.
ولكن المزاج يصبح في أحسن حال عندما أعلم أن ما يكتب يتم أخذه بعين الاعتبار، ويكون محل دراسة وتحليل، ويسعى البعض الآخر لإيجاد الحل والتنفيذ بعد أن يتم تسليط الضوء على المشكلة، وإن استغرقت من الوقت الكثير، ولكن أملنا يجب ألا ينحدر ونبقى متفائلين بغد مشرق على جميع الأصعدة والمعايير.
ففي تاريخ 25 مايو 2014 كتبت مقالاً بعنوان: «وين نوقف؟!»، يصف حالنا عند دخولنا المواقف الخاصة، بإحدى المجمعات التجارية عندما نلمح ركناً من بعيد لركن سيارتنا سائلين أنفسنا متعجبين: كيف تاه عنه الآخرين؟! وبكل ثقة واعتزاز نكون مقدمين متمنين أن يبقى فارغاً، وإذ ببرهة من الزمن تتبدل ابتسامة النصر إلى خيبة أمل... نعم!!
«فالموقف» الذي يفترض أن يستوعب سيارتي أو سيارتك فهو الآن لا يمكن أن يتواجد به سوى دراجة هوائية، لسبب بسيط جداً، أن شخصاً آخر قام بكل لطافة ولياقة وتهذيب وهدوء أعصاب وابتسامة رضى بركن سيارته بشكل عشوائي واحتل ركنين بدل المكان الواحد.
أما الآن وبعد مشاهدتي للمبادرة التي قام بها مجموعة من الشباب البحريني والمتمثلة بوضع ملصق من الصعب إزالته على الزجاج الخلفي للسيارة التي يجدونها راكنة بشكل خطأ في مواقف المجمعات، كي يعلموا مالك السيارة أن يتخلى عن الأنانية التي تساوره خاصة عندما يعطي لنفسه الأحقية ويركن في مواقف السيارات المخصصة للناس ذوي الإعاقة.
ومع هذه المبادرة الطيبة التي قام بها أبناء الوطن الحبيب، يبقى الحل والجواب عن السؤال التالي عالقاً: إلى متى ستبقى المواقف التابعة لبعض المؤسسات الخاصة أو الحكومية خالية من المظلات الشمسية، ويقتصر توفرها للمدراء والمسؤولين دون عامة الموظفين والناس من ركن سياراتهم في الظل؟!
فمع المبادرة سالفة الذكر، فإنني متفائلة جداً وأيقنت أن للكلمات الصامتة دوراً حقيقياً للتغيير للأفضل طالما أنها تصف الحال بشكله الحقيقي من دون مزايدات أو انحراف بالتعبير أو إساءة بالشرح والتوصيف.
وللناس التي اعتادت أن تقوم بأمورٍ غير طيبة في حياتها بحق نفسها وغيرها، فأقول لهم ما قاله الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه «أيها الناس تولوا من أنفسكم تأديبها واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها».