في زمان السلم كان الولد يدفن والده العجوز وفي زمان الحرب أصبح الأب يدفن ابنه القتيل، أما في زماننا هذا، فإيران تحاول أن تدفن العرب.
عندما أشعلت أمريكا وأوروبا نار حقدهم وكراهيتهم في المسلمين العرب، عن طريق خلق أجواء الديمقراطية وحقوق الإنسان الطائفية الزائفة بما يسمى الربيع العربي، خلفت الكثير من الدمار والقتل والأمراض والجوع، وتركت هذه الدول تشتعل بنارهم حتى يتمكنوا من السيطرة على ثرواتهم وإبعادهم عن دينهم الحنيف، واعتبروا هذا جزءاً من الحروب الصليبية التي خسروها في الماضي والآن حان الوقت لأن يغيروا التاريخ، ولكن بقدرة الخالق الجبار لم ولن يفلحوا في القضاء على الإسلام. لأن هذه الأمة العربية المسالمة لها أتباع يفوق عددهم الملياري نسمه لن يرضوا بهذه الأفعال الشنيعة. بل إنما توحد صفوفهم ويتكاتفون ضد الانقلاب العالمي، رغم قتلهم لصدام في العراق، وبن لادن في أفغانستان، والقذافي في ليبيا وهربوا بن علي من تونس، وحاصروا البشير في السودان، وخلقوا الحرب في جنوب السودان، وباقي الدول الأفريقية، وأبادوا الشعب الفلسطيني، وقتلوا ودمروا وهجروا الملايين من الشعب السوري واليمني والليبي وهذه الأمور التي لم تفلح، سميت بالخطة «أ».
أما الخطة «ب»، كما تعلمون أن هذه الدول دائماً على علم أنهم لا يستطيعون أن ينالوا من العرب ودينهم من بزوغ فجر الإسلام، ولقد سقطت مخططاتهم في الماضي أما الآن وهم على علم أنه يجب أن يكون لديهم أكثر من خطة عند محاربة الإسلام، وبدؤوا بتطبيق الخطة «ب»، ولقد كانت جاهزة منذ فترة طويلة للتنفيذ من إحضار الخميني إلى إيران وتسليمه العرش، والآن الخطة في مرحلة التنفيذ، وذلك باستقواء إيران ودعمها مادياً ولوجستياً – ولله الحمد لا يعلمون أن إيران بيتها من زجاج ولديها مشاكلها الداخلية وشعبها مضطهد، ولكن اعتمدت الخطة «ب»، بزرع داعش «د أ ع ش» كدولة إسلامية عراقية شامية على أساس أن هناك حرباً، وهناك حاجة ماسة إلى منطقة معزولة، تخرج عن سيطرة المالكي والأسد للتمويه.
وجاء المالكي، فزودهم بالسلاح والعتاد، وأعطاهم الأرضية الصلبة للانطلاق، وهي أراضي الموصل السنية حسب الأوامر، ومخططات أسياده في إيران. حتى تكون السنة في مرمى إيران، ويحشد لها الشيعة المغلوبين على أمرهم تحت مسمى «لبيك يا حسين»، فتم قتل العرب السنة البريئين، الذين أخرجوا المحتل الأمريكي من العراق، على أساس محاربة «داعش»، ولم يقتل داعشي واحد. واحتضنهم الأسد المنفذ العام لبرامج ومخططات إيران في المنطقة لقتل المعارضة السنية، والاحتفاظ بكرسيه الهزيل، وتكون شماعة تعلق عليها الإرهاب للحصول على الدعم الدولي من الذين يكرهون أي شيء ينسب للإسلام، وأيضاً لحماية «حزب الله» في لبنان للإطاحة بالحكومة اللبنانية وتكون لقمة سهله لإيران، وبعد أن أحكمت إيران قبضتها الداعشية ومكنتهم من الاستقرار في الأراضي العراقية، حولت إيران والدول الحليفة لها العمليات من سوريا والعراق إلى ليبيا ومصر وتونس والسودان وجميع الدول العربية «دول الشرق الأوسط» ووضعتهم تحت نيران «داعش»، بينما إيران هي الدولة الوحيدة التي تتفرج، فهل يعقل هذا؟ ونجد اسم «داعش» بدأ يتغير من دولة إسلامية عراقية شامية، إلى دولة إيرانية عراقية شيعية «د ا ع ش».
أيها الشيعة العرب، إن المخطط الصفوي سوف يلتهم مذهبكم الشيعي الذي كان في يوم من الأيام مذهب تسامح، سوف يجعلونكم تعيشون في أوضاع مأساوية، إما التحول إلى صفويين، أو تعيشون في عزلة من إخوانكم المسلمين السنة الذين يقدر عددهم بمليارين. أنكم مسلمون عرب أفيقوا من سباتكم ولا تسلموا رقابكم إلى الإيرانيين، وتعيشون مثل ما يعيش الشعب العراقي سنه وشيعة، من قتل ودماء وتفجيرات وإيران تتفرج متى يبيدوا بعضهم البعض حتى الرمق الأخير.
نعم، للسيد حيدر العبادة، العربي الأصيل الذي فاق من سباته، وكشف الحقيقة بالتنسيق مع الشعب العراقي سنة وشيعة، ونادوا بخروج إيران من العراق فوراً، ومحاكمة نوري المالكي بالخيانة العظمى الذي ركع لإيران، وسلمها العراق وفجر الطائفية وزعزع أمن واستقرار العراق لدوله لا تعرف الإسلام والعرب. انظروا ماذا سوف يحدث عندما يتعاون السنة والشيعة على السراء والضراء، ولنا معكم لقاء آخر إن شاء الله.