حقيقة يتحدث بها شيعة البحرين قبل سنتها بأن جمعية «الوفاق» منذ أن أصبح لها موطئ قدم في العمل السياسي أحدثت شرخاً طائفياً وقسمت المجتمع البحريني على أساس مذهبي ليخدم أجندتها التصعيدية من خلال الممارسات التي تقوم بها هذه الجمعية وتمارسه بشكل يومي لتثير الشارع وتشحن العقول بأفكارها الهدامة التي تستند إلى مرجعيات دينية محلية وخارجية تتحكم في نشاط الجمعية الذي بات يهدد الأمن والسلم الأهلي في المملكة وتنفيذ سياسة الولي الفقيه في إيران التي تضمر العداوة لدول الخليج.
كنا نعيش سوياً من سنة وشيعة على أرض هذا الوطن متعايشين بسلم يسود بين الآباء والأجداد الاحترام والمودة لا يعكر تلك العلاقة أو يشوبها شائبة، فسنة وشيعة البحرين وعلاقتهما تسمو فوق كل الأزمات والتاريخ يشهد على هذا التعايش النموذجي، فقد كانت الأخوة والوحدة والمحبة والصفاء والتعايش هي السائدة في أيام البحرينيين من الجيل الذي كانت قلوبهم بيضاء، فما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، طوال تلك السنين الطويلة، عاش السنة والشيعة كأسرة واحدة في أحياء وقرى البحرين، متحابين متكاتفين متعاونين لا يحمل أحد منهم الغل والكراهية كما نراه اليوم، بسبب جمعية الوفاق التي أصبحت كالخنجر الذي يطعن البحرين من الخلف وهي محل ازدراء لدى شريحة واسعة من المجتمع البحريني.
وإن كان هناك شرخ في المجتمع خصوصاً بعد انقلاب فبراير 2011 الذي قادته جمعية الوفاق وكان مصير ما سعت إليه الفشل، وسيكون، فالبحرين محفوظه بإذن الله ثم بفضل القيادة السياسية الحكيمة التي ينتهجها جلالة الملك، إلا أن هذه الجمعية لن تستطيع أن تفرق بين السنة والشيعة مهما فعلت ولن تنجح محاولاتها إلى جر الشارع لمواجهة طائفية من خلال أعمال التحريض والتخريب والاستفزاز التي أضحت اليوم يائسة وبائسة ومكشوفة بين من كان يتبعها كنهج سياسي حتى من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة.
وما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن جمعية الوفاق طائفية حتى النخاع هو التركيبة التي تقوم عليها، وبالتالي هي ومنذ التأسيس ظهرت من أجل هدف طائفي ولا يهمها مصلحة الوطن ولديها أجندات خفية أعطتها الصبغة الدينية المستمدة من ولاية الفقيه في قُم الإيرانية التي تتحكم بهذه الجمعية التي كان أحد أعضائها وهو نائب سابق في كتلتها وباعترافاته يمول الخلية الإرهابية التي نفذت التفجير في سترة وراح ضحيته اثنان من رجال الأمن الشرفاء البواسل اللذين استشهدا وهما يدافعان عن أمن البحرين وعروبتها في ظل حكم أسرة آل خليفة الكرام، فالبحرين يا «وفاق» ستظل عربية خليفية، يسود بين أبنائها من الطائفتين الكريمتين المحبة والاحترام رغماً عن أنف الوفاق ومن يقف خلفها.
أخيراً، ندعو إلى أن يتم تطبيق وإنفاذ القانون بإغلاق جمعية الوفاق وتجريم قياداتها ومرجعياتها وتقديمهم للمحاكمة كما هم علي سلمان وحسن عيسى اللذين ثبت ضلوعهما في التحريض على النظام وتمويل الإرهابيين لقتل رجال الأمن، وهذا مطلب شعبي بمحاسبة كل من يسعى لتفتيت وشرخ المجتمع إلى قسمين، متناسين أن الوطن لن يحلق عالياً إلا بجناحيه من أبنائه المخلصين من السنة والشيعة شاءت «الوفاق» ومرجعياتها أم أبت.
همسة:
البحرين لازالت بخير وستكون كذلك إذا كان «عمر وعلي» متحابين متعايشين فيما بينهما بعيداً عن أية نعرات طائفية يروج لها أشخاص يقتاتون على الفرقة وإحداث الشرخ بين السنة والشيعة سواءً في البحرين أو غيرها، ويختلقون قصصاً قبل 1400 سنة لأجنداتهم التي تقوم على بث الكراهية والطائفية!