مهما تباينت وجهات النظر حول انضمام لاعبي الأندية مع المنتخبات الوطنية يظل الإيمان بأن الوطن فوق الجميع هو شعار كل مواطن مخلص أينما كان موقعه، وهذا ما لمسناه من القائمين على إدارة أنديتنا الوطنية تجاه منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي يستعد هذه الأيام لمواجهتين دوليتين أمام كوريا الشمالية واليمن.
فقد انتظم لاعبو أندية الرفاع والحد والمحرق - وهي الأندية التي أثيرت حولها زوبعة إعلامية كبيرة - ما لبثت أن ردت عليها الأندية المعنية بقرارات إيجابية أكدت من خلالها حرصها على لحمة المنتخب الوطني وهذا هو عشمنا دائماً في أنديتنا الوطنية التي تغلب مصالح الوطن على مصالحها.
منتخبنا الوطني لكرة القدم يمر في هذه الآونة بمرحلة انتقالية هامة بدءاً من تغيير النمط الإداري وانتهاء بالأسلوب التدريبي الجديد الذي يتبعه الأرجمنتيني باتيستا وفريق عمله الميداني مروراً بالدور الإيجابي للجنة الاستشارية التي وفق اتحاد الكرة في اختيار عناصرها.
هذه المرحلة - كما أسلفت – تحتاج إلى وقفة جادة من جميع الأطراف الداعمة وفي مقدمتها الإعلام الرياضي الذي يشكل طرفاً هاماً من أطراف الاستقرار خصوصاً بعد أن كشف المدرب باتيستا عن نواياه الحسنة تجاه الإعلام من خلال حرصه على عقد اللقاءات والمؤتمرات الصحافية ومواجهة الصحافيين وجهاً لوجه وترحيبه بوجهات النظر وإيمانه بالرأي الآخر.
وعندما نتحدث عن الأطراف المعنية بدعم المنتخب فلا بد من التطرق إلى الدور الهام للجماهير باعتبارها الداعم المعنوي الأول خصوصاً عندما يلعب المنتخب على أرضه وهذا ما ننادي به كلما يقترب موعد لقاء المنتخب مع أي فريق ضيف رغم إيماننا بأن الجماهير المخلصة لا تحتاج إلى دعوات في مثل هذه المناسبات !
لا يختلف اثنان على أن الوعي الجماهيري المحلي تجاه المنتخب الوطني لم يعد كما كان في الماضي عندما كنا لا نجد موطئ قدم فوق مدرجات إستاد مدينة عيسى أو إستاد البحرين الوطني - كما حدث في لقاء الأحمر مع نظيره الإيراني في تصفيات كأس العالم 2002- ولكن هذا لا يلغي المسؤولية الوطنية عن جماهيرنا في الاستحقاقات القادمة وأولها مواجهة كوريا الشمالية يوم الخميس المقبل والتي ستكون بمثابة الامتحان الجاد لجماهيرنا الكروية كما كانت امتحاناً جاداً لمنتخبنا الوطني في مشواره الآسيوي والمونديالي.