المنطق والعرف السائد في كرة القدم يؤكد بأنه من الصعب وصول الفرق للمستوى المأمول في الجولات الأولى لمسابقة الدوري وذلك لعدم اكتمال الناحية البدنية للاعبين والاحتياج لوقتٍ كافٍ لفهم طرق اللعب والانسجام.. منطق طبيعي حدوثه ولكن كما يقول المثل لكل قاعده استثناء .
أندية رفضت هذه القاعدة ولعبت دور الاستثناء منذ البداية. تشابه في ميزان القوى أعطتنا مؤشراً واضحاً للمدى الذي يمكن لهذه الأندية الذهاب بعيداً محلياً وقارياً.
طرق لعب وأساليب واضحة للعيان منظومة دفاعية فعالة ونهج هجومي متنوع، خطوط قوية ومتناغمة، حلول جماعية وفردية بكافة الأشكال بالإضافة لدكة بدلاء قوية تعين وتعزز المسيرة لموسم طويل وشاق غير مأمون الجانب.
لم يحتاج مانشيستر سيتي، باريس سان جيرمان و ريال مدريد للكثير من المباريات ليكشفوا عن الطموح والنوايا. فقط مشاهدة لقاءاتهم تعطينا الجواب.
هناك فرق كبير من أن تأخذ قراراً متسرعاً عاطفياً يحركه رأي الجمهور ، وقراراً مغايراً يأخذ بعد استيفاء الخطط الموضوعة. مالك نادي المان سيتي العقلاني الشيخ منصور بن زايد كان له رأي مخالف للعديد من الجماهير والمحللين حين جدد الثقة في المدرب مانويل بيليجريني. تجديد بان أثره على مستوى الانسجام الجودة في الأداء الهدوء، الاستقرار والثقه بين المدرب واللاعبين.
التعاقد الذكي مع الموهوب دي بروين سيحدث نقلة هائلة على مستوى الأداء ويعطي قوة وحلاً إضافيين للسيد بيليجريني. السيتي في وجود العبقري سيلفا، والمتوهج فيرناندينهو، الكبير يايا توريه، الموهوب نصري والهداف أجويرو قادر على حسم البريميرليغ وأن يكون رقماً صعباً يمكن الرهان عليه في مسابقة دوري الأبطال .
عقلية خليجية أخرى آثرت الاستقرار والعمل دون ضجيج . السيد ناصر الخليفي نقل باريس سان جيرمان للصفوف الأولى أوروبياً في أعوام قليلة. تجديد الثقة في المدرب لوران بلان والتعاقدات النوعية للاعبين على المستوى الأول جعل من باريس مانراه حالياً.
لايمكن للوران بلان أن يطلب أكثر من ذلك. نجوم على أعلى المستوى في كل خطوط الفريق هضمت الفكر التكتيكي وجعلت الأداء سلساً ممتعاً مع نجاعة هجومية قاتلة ستزيد بالتأكيد بعد التعاقد مع ديماريا. سان جيرمان سيكون مخيفاً في دوري الأبطال .
أن تنتصر بالخمسة في ثاني مباريات الدوري لهو أمر قليل الحدوث خاصة إذا كان الأداء سلساً متنوعاً قريباً من الكمال. فوز ريال مدريد على ريال بيتيس وإن كان لا يمكن القياس عليه في نظر البعض أعطى خطوطاً عريضة لملامح فريق يريد استرجاع الهيبة المفقودة بعد موسم ماضٍ مخيب.
المدرب رافا بينيتيز خرج من عنق الزجاجة بذكاء، فعمل على احتواء النجوم أولاً ثم وضع الاستراتيجية والفكر التكتيكي. رأينا الريال يعمل في منظومة دفاعية أفضل وبفكر هجومي متنوع. وجود دانيلو في التشكيل والأدوار الجديدة لخاميس، بيل، ايسكو و كروس تمكن الريال من إيجاد التناغم والتنوع في الحلول خاصة في الثلث الهجومي المفقود من المواسم الماضية والذي يمتاز به البارسا والبايرن.
ثلاثة أندية قالت كلمتها مبكراً، ولكن هناك من سيطلقها لاحقاً .. يا ترى من ؟؟