كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هما المصدران الرئيسان والأساسيان للعقيدة والشريعة الإسلامية، وهما مرجعان لكل مسلم في كل أمورهم الصغيرة والكبيرة، فالصحابة رضوان الله عليهم بعد الرسول اتخذوا من كتاب الله وسنته منهاجاً واضحاً في جميع شؤونهم، فلم يكن مذهب أبو بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما مذهباً سنياً، كذلك لم يكن مذهب الإمام علي رضي الله عنه مذهباً شيعياً، وهكذا كان الصحابة والتابعين والأئمة من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، منهجهم واحد كتاب الله وسنة رسوله.
بعد أحداث 11 من سبتمبر، انقلب العالم ضد المسلمين في كل مكان، واعتبروا الإسلام هو مصدر للإرهاب ويدعو إليه، فكان ما كان من عنصرية بعض الدول الغربية على الأقليات المسلمة التي تعيش في بلادهم، وعلى بعض الطلبة الذين قصدوا هذه البلاد لتلقي العلم والمعرفة، فيما حاول البعض التضييق على المسلمين في كل مكان، فقد نسبوا هذا الإرهاب إلى الإسلام وإلى نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم، فالإسلام لم يدعو الجماعة الإرهابية إلى هذا التفجير ولم يدعهم إلى قتل الأبرياء من غير وجه حق، فنحن نعلم بأن ديننا دين الهداية والرحمة يدعو دائماً للتسامح، فمثلما يعيش في بلادنا مواطنون ومقيمون ليسوا على ديننا وملتنا يريدون أن يعيشوا بسلام في بلاد مسلمة، هناك مسلمون يريدون السلام أيضاً في بلاد ليست مسلمة، ولكن أحداث 11 سبتمبر كانت أحداثاً لا إنسانية، وحشية وهمجية في حل الخلافات وتقارب وجهات النظر، وهو بالتأكيد ليس بأسلوب حضاري في الحوار والرد، فهذه الجماعة أساءت للإسلام والمسلمين أكثر من أنهم خدموا الهوية الإسلامية.
على الكفة الأخرى، إرهاب ما بعد 2011 في البحرين، فهذا الإرهاب لا يقل عن إرهاب 11 سبتمبر، فالبعض اختزل حقده على الولايات المتحدة الأمريكية في تفجير البرجين وقتل الأبرياء، وشن العالم بعد ذلك هجومهم على الإسلام، فهل يمكن اختزال إرهاب 2011 إلى المرجعية الدينية؟ وهل هذه المرجعية هي من تدعم الإرهاب في البحرين ولبنان وسوريا والعراق وإيران؟ وهل تدعو إلى مرجعية إرهابية تشرع القتل المتعمد والتفجير المترصد ونشر الفوضى؟ هل هي مرجعية دينية أم مرجعية سياسية ارتبطت بنظام ولاية الفقيه؟ فأين الإسلام من ذلك أين الهداية من القرآن وسنة الرسول في مرجعيتهم، فكلام الله لا اعوجاج فيه (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)، فالاختلاف وارد، ولكن يأتي دور كلام الله وسنة نبيه، فهذا قانون رباني لردع الصدع وردم الفجوة بين الناس واختلافهم.
البحرين تمر بمرحلة تدعو للقلق بعدما اتخذت العصابات الإرهابية مهام المرجعية الدينية التي تدعو بأفعالها وإرهابها إلى انقسام أبناء الوطن الواحد وردع اللحمة الوطنية، هناك مرجعية إرهابية تهدم جدار الوطن، وبدورها تهدم سياسة التعاطي البناء واحترام المذاهب والأديان، جدار الوطن بأبنائه يحمي الجميع، فمن يحب الوطن لا يدعو إلى الإرهاب، من يحب الوطن لا يزج السياسة في الدين وفي المرجعية الدينية، فمتى ما لانت القلوب وتوحدت الصفوف وتصاهرت المذاهب في قول الله وقول رسوله، كان سياج الوطن من حديد، ولكن كيف يتحقق ذلك والإرهاب يشق دربه في صفوف الوطن، فإن كان للإرهاب وقتل حماة الوطن لا بد منه في مرجعية الإرهاب، إذن فالقصاص هو المنهج السوي في تطبيق القانون الرباني، والقصاص مطلب شعبي وهو حل رادع مادام كتاب الله يدعو إليه، بالأمس طالبت المنظمات الدولية تجريم إرهاب تنظيم القاعدة الذي كان يترصد الولايات المتحدة الأمريكية في كل مكان، ولم تستكين حتى قتلت بن لادن، والبحرين لا تقل أهمية عن أي بلد، فأبناء الوطن فداء لها، نحن بدونا نطالب بتجريم الإرهاب، والقصاص منهجاً واضحاً في ديننا، «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».