شهداء الخليج استشهدوا من أجل أن يبقى الخليج عربياً ومن أجل أن تنعم الشعوب الخليجية بمكتسباتها وحتى لا يكون لدينا «إيلان» خليجياً ملقى بلا رحمة على شواطئ جيبوتي.
أعجب حقاً من الذين لم يدركوا بعد أن الدول الخليجية تخوض حرباً في مواجهة إيران من البحرين ممتدة إلى اليمن؟ لم اللف والدوران وعدم تسمية الأمور بمسمياتها؟
مهما اختلفت مسميات من تقاتلهم الجيوش أو الأجهزة الأمنية الخليجية الآن «حزب الله» «أنصار الله» «سرايا الأشتر» إلخ هي في النهاية جميعها مجاميع تحمل الجنسيات العربية، صحيح لكن قياداتها العسكرية والتي تأتمر بأوامرها إيرانية الجنسية، وهذه القيادة لها مراكز عسكرية في الحرس الثوري الإيراني ولها ضابط اتصال محدد ولها غرف قيادية واحدة.
أما تمويل تلك المجاميع فهو إيراني وتدريها إيراني ومرجعيتها الدينية إيرانية، والسفارات الإيرانية معظمها ضالع في التسهيلات اللوجستية لهذه المجاميع.
معركتنا في اليمن وفي البحرين واحدة، ضد عدو واحد له قيادة واحدة، اليمن بالنسبة للبحرين الآن ثغر والكويت ثغر والسعودية ثغر، ولن نترك أياً منها يسقط كما تركنا بغداد تسقط وها نحن نعض على أصابع الندم ونحن نرى حصن العروبة وبوابتها يقاد من قبل طهران وندفع الثمن.
شهداء الخليج دفعوا أرواحهم ثمناً حتى لا يتكرر سيناريو شعب العراق الذي يشرد الآن ويفرغ من أهله ويحل محله شعب آخر والحكم الإيراني يحدد حكومته ونوابه وحتى أسعار غذائه، وهكذا في سوريا وهكذا في لبنان، شهداء الخليج دفعوا حياتهم ثمناً حتى لا يكون هناك «إيلان» خليجي آخر، فهل نبقى نتفرج إلى أن يصل الأمر إلى اليمن؟
كم السلاح المخزن في اليمن يبين أن إفقار الشعب اليمني وانعدام أبسط الخدمات وتأخيره وتخلفه عن ركب التنمية لأن مقدراته وثرواتها كلها سخرت لشراء السلاح وتخزينه، فلم كل هذا السلاح؟ بشكل يفوق بكثير حاجة اليمن الدفاعية الطبيعية، كل تلك الأسلحة التي دكتها قوات التحالف كانت ستقع تحت يد «بهائم إيران»، وحينها ستفتح أبواب جهنم على حدود المملكة العربية السعودية الجنوبية كما هي الشمالية وستدخل داعش ولاحش وحشود شعبية ونصرة وحر وغير حر ومستقل وغير مستقل، وستفتح الأبواب للاجئين اليمنيين وستفرغ اليمن مثلما تفرغ سوريا الآن من شعبها ويعاد البناء الديمغرافي لجنوب المملكة العربية السعودية كما يعاد في شمالها.
في ظل هذا السيناريو لا تحدثني عن تنمية ولا بناء ولا استقرار في المملكة العربية السعودية والأمر سينسحب على البحرين وبقية دول الخليج التي تعتقد بأن الدور عليها بعيد.
في اليمن نحن ندافع عن استقرار منظومة مجلس التعاون وعن البحرين ونخوض حرباً ضد إيران عبر القتال مع بهائمها، ولا نخوض حرباً لبقاء أسر حاكمة في موقعها، فالسيناريو أمامك في العراق لا تحتاج إلى أن تتنبأ بمصيرك لو لا قدر الله نجحت البهائم في إسقاط هذه الأنظمة التي تتأفف منها.
العراق من أغنى الدول العربية والبهائم التي تتبع إيران قيض لها الحكم والسلطة 12 عاماً فماذا حل بالشعب العراقي؟ أين كان وأين أصبح.
سقوط اليمن هو انسحاب السيناريو العراقي برمته لا على اليمن فحسب بل على بقية دول الخليج حتى تلك التي تعيش ترف الإنكار والتردد والمراوحة في موقع القرار ولا تريد الإقرار بأنها تواجه حرباً مع إيران. لهذا فإن إدراك دولة الإمارات العربية وهي التي تخلو من قطيع البهائم ذي القيادة الإيرانية ولم تهددها تلك القطعان مباشرة بأن حربها في اليمن هي حربها لمنظومة دول مجلس التعاون برمتها، وهي حربها الخاصة جداً للحفاظ على كل هذه المكتسبات التي ينعم بها المواطن الإماراتي، هو إدراك متقدم وذكاء سياسي يحسب للقيادات الإماراتية، وتعرف أنه مهما غلا الثمن الآن فإنه أرخص بكثير من الثمن الذي ستدفعه لو قيض لليمن أن يسقط في يد إيران، هذا ما لم تدركه دول خليجية أخرى بعد وما لم تدركه فلول من القوميين العرب في دولنا الخليجية وفي البحرين يرون في حرب اليمن لعباً ولهواً وسباق هجن تلهو به الأسر الخليجية الحاكمة، فلول مازالت تعيش خصومة مع الأنظمة حتى وهي تتنعم بمكتسبات تحققت في ظل هذه الأنظمة... أفيقوا فالقوات الخليجية تدافع عن شرف حجرة نومك.