البحرين بحاجة لسياسة إعلامية تخاطب عقول المجاميع التي غيبها الخطاب المدعوم إيرانياً وبإمكانها أن توظف الاحتجاجات العراقية واللبنانية لخدمة قضيتها توظيفاً «إعلامياً» تستغل فيه كل الأدوات المتاحة من تلفزيون وإذاعة ووسائل تواصل اجتماعي وكل منابر الخطابة المتاحة في البحرين، ليس هناك أفضل من شيعة العراق وشيعة لبنان الذين كسروا حاجز الصمت على المرجعية وعلى الأحزاب الدينية السياسية لينقل تجربته الحية للبحرينيين الذين مازالوا مغيبين تحت وهم السراب الذي تمنيهم به هذه المرجعيات.
البحرين بحاجة لسياسة إعلامية تدعم مشاركتنا في اليمن هذه السياسة المغيبة إلى ما قبل استشهاد شبابنا هناك وفجأة أصبح اليمن حاضراً في تلفزيوننا رغم أننا هناك منذ خمسة أشهر.
تحدياتنا كبيرة بحجم تهديد المصير وبحجم وقوع خسائر بشرية وخسائر مادية ومع ذلك إعلامنا المحلي -دعك من الخارجي فتلك قصة أخرى- بعيد عن تلك التحديات بعد السماء عن الأرض.
لا تهيئة نفسية ولا خطاب عقلاني ولا تحليل ولا شرح ولا جدال للأفكار الهدامة المنتشرة بين شبابنا، لا برامج حوارية ولا تقارير تلفزيونية تمس هذا الموضوع من قريب أو من بعيد ماذا ننتظر؟ لم التردد والبعد عن الواقع؟ لم الإنكار والتجاهل؟ هل 21 شهيداً قضوا في حربنا مع عملاء إيران مازلنا نتجنب الحديث عن هذه الحرب المعلنة علينا؟
ماذا ننتظر وقد قالها نائب الحرس الثوري الإيراني لك إنه سيعتمد على سلب عقول شبابكم واستخدامهم بدل الجيش الإيراني، وأنت لديك جهاز تلفزيوني يصل كل بيت ماذا وضعت فيه من مصل مضاد لاستلاب عقول هؤلاء الشباب من مضادات حيوية تقلل على الأقل إن لم تمنع المرض؟
لدينا سلاح سياسي خطير وهام وفعال لكنه سلاح معطل ومشلول عن التعاطي السياسي كما هي -معطلة ومغلقة (بقراطيسها)- أستوديوهاتنا الجاهزة منذ أشهر.
صحيح إن وقف عملية الاستلاب تحتاج إلى سياسة واستراتيجية واسعة وشاملة لا تقف عند التلفزيون فقط ولكنني اليوم أتحدث عن سلاح معطل مشلول غير مستخدم بتاتاً.
لابد من مواجهة أزمة العقول المستلبة بشكل صادم وواضح وصريح دونما حاجة للاصطدام بالمعتقدات الدينية ودونما حاجة لإحداث شرخ اجتماعي طائفي، الخيارات مفتوحة والبدائل موجودة، إنما لا يخدمنا أبداً هذا الابتعاد وهذا الإنكار وهذا التعطيل لأهم وأخطر أدواتك خوفاً من إساءة استغلالها.