هل تصدقني حين أقولك لك إن إيران ليست دولة بمعني الكلمة؛ بل طغمة فاسدة استغلت الدين واستترت خلف التهويل بالطائفية على شوية لصوص ينهبون قوت الشعب ويدوسون على مبادئ حقوق الإنسان، على جماعة إرهابية بلغت صفاقتها ورعونتها حد التعامل مع أرواح المسلمين -وبالذات أهل السنة- دون مراعاة لحرمة الدم. دون أن يكون في المسألة أي رأي شخصي، لست ابتغي من مقالي هذا الطعن في الكيان الإيراني المحتل أو القائمين على حكمه، أو أنفي في الأصل وجود حضارة فارس، بل أصف ما كان ضرورياً وصفه حتى نعي وندرك حقيقة هذا الولي الفقيه وما تسمى بالجمهورية «الإسلامية». تعال نقرأ تقرير صحيفة «واشنطن تايمز»، والذي يكشف حجم الإنفاق الإيراني لدعم الإرهاب في الشرق الأوسط والمقدر بمليارات الدولار، وستجد بعد أن تفرغ من قراءة التقرير بأنك توافقني الرأي.تأمل ما يصنعه ملالي طهران وكيف يدعمون بكل طاقاتهم الإرهاب في المنطقة، رغم ما ثبت من قبل أن ما يسمى بالجمهورية (الإسلامية) دولة مارقة، أي ليست إسلامية ولا تنتمي إليه ولا تعرفه..يقول تقرير الصحيفة، والذي كلف بعمله السيناتور الجمهوري مارك كيركونشر بالتزامن مع حصول إدارة أوباما على الصوت الحاسم اللازم له القمع أي قرار للكونغرس يقضي برفض اتفاق النووي مع إيران، إن ميزانية وزارة الدفاع الإيرانية تتراوح بين 14 و30 مليار دولار سنوياً، لافتة أن جزءاً كبيراً من هذه الأموال يذهب لتمويل الجماعات الإرهابية والمقاتلين المسلحين في جميع أنحاء المنطقة.ووفقاً للتقرير، تدفع إيران شهرياً ما بين 500 و1000 دولار للمقاتل في صفوف الجماعات الموالية لنظام الأسد، فيما يتلقى المقاتلون الأفغان في سوريا تدريبات في إيران أولاً قبل إرسالهم للقتال مقابل رواتب شهرية تتراوح ما بين 500 و1000 دولار شهرياً أيضاً.أما بالنسبة لجماعات «سيد الجحور» أو ما يعرف بـ»حسن زميرة»؛ فقد قدر التقرير تمويل إيران لحزب الله الإرهابي سنوياً بنحو 100 إلى 200 مليون دولار، في حين يتراوح نصيب نظام بشار الأسد ما بين 3.5 و15 مليار دولار سنوياً، كما تنفق إيران ما بين 12 و26 مليون دولار لدعم الميليشيات الشيعية في سوريا والعراق، في حين تدفع ما بين 10 و20 مليون دولار لدعم جماعة الحوثي باليمن.الشيء المؤسف في التقرير أنه لم يذكر حجم الدعم الإيراني لخلاياها التي لم تعد نائمة في البحرين والسعودية والكويت، وتسعى لتحويلهم إلى أدوات تجسس وتخريب.الأمر الآخر، أن الأرقام المذكورة في تقرير «واشنطن تايمز» ليست بالدقة المطلوبة، ذلك لأن نظام الملالي يخفي السجلات العامة المتعلقة بإنفاقه على الإرهاب، والواقع أن الإنفاق الفعلي الإيراني لدعم الإرهاب يتجاوز الـ30 مليار دولار سنوياً، وفقاً للتقارير السنوية الصادرة من وزارة الخارجية الأمريكية عام 2014، وهو رقم ضخم في منطقة تشهد كل هذه الاضطرابات مثل منطقة الشرق الأوسط، ما يعني كارثة بكل المقاييس.كما يلاحظ أن تقرير الـ»واشنطن تايمز» لم يكشف حجم التمويل الخارجي لقوات الحرس الثوري الإيراني (منشار خامنئي)، والذي يفوق بكثير المبلغ المعلن عنه والمخصص له في الموازنة العامة للدولة، حيث من المعلوم ووفقاً لتقارير سابقة أن الفارق في تمويل النشاط الإرهابي للحرس الثوري، يستكمل عن طريق الأنشطة الاقتصادية الخاصة، من بينها أكبر شركة اتصالات في إيران والتي تقدر قيمتها السوقية بنحو ثمانية مليارات دولار، وكانت مملوكة للحكومة الإيرانية، قبل أن يقدمها خامنئي هدية للحرس الثوري نظير نجاحه في قمع احتجاجات الطلبة عام 1999.بجانب ذلك، يمتلك الحرس الثوري شركة خاتم الأنبياء، وهي أكبر شركة إعمار في إيران، أنشأها الحرس الثوري كغطاء لنشاطه التجاري، تتولى حالياً صيانة معظم حقول النفط بعقود حكومية تبلغ مليارات الدولارات، كما تملك عقد إنشاء خط لمترو طهران قيمته 1.2 مليار دولار، وخط مد أنابيب الغاز لباكستان بقيمة 1.3 مليار دولار، وكل هذه الأموال تصب في تمويل ودعم جماعات إرهابية تسعى لزعزعة الاستقرار والأمن في دول الخليج العربي.ويبقى السؤال الأهم؛ هل الإرهاب الذي يمارسه الكيان الإيراني المحتل سوف يأتي عليها بأي نتائج؟سؤال آخر وهو موجه إلى جماعة الوفاق وأذنابها، فرداً فرداً؛ بذمتك -وأنا راضي ما تبقي من ضميرك- هل مثل هذه الدولة تستحق منكم كل هذا الولاء والإخلاص؟ أصدقني الإجابة ولو لمرة واحدة في حياتك، من أوهمك أن امتناعكم عن مشاطرة شعب البحرين لأحزانهم وعدم إصدار بيان في حق أبنائها من شهداء قوة دفاع البحرين سيزيد من شعبيتكم ويخدم قضيتكم؟على العكس أيها الأغبياء، فالناس ازدادت كراهيتها لكم، ورفضاً لوجودكم، ولفظاً لشخوصكم، وقرفاً من مواقفكم.