التغريدات الشامتة التي عبر بها أحد الأشخاص عن حقده ونشرها في حسابه على «تويتر» فور انتشار خبر استشهاد مجموعة من جنود البحرين والإمارات البواسل، عبرت أيضا عن حماقة لا مثيل لها يمتاز بها ذلك الشخص، فلا شماتة في الموت، والقول إنه «سجد لله شكرا» فور سماعه خبر «مصرع» هذا العدد من الجنود ووصفهم بأوصاف لا يليق ذكرها هنا قول لا يمكن أن يصدر عن بحريني أبدا، أما قيام الجهات المختصة (الجرائم الالكترونية) بإلقاء القبض عليه وتحويله للنيابة العامة فعمل يستوجب الشكر والتقدير، ويستوجب أيضا إكمال الجهد بنشر اسم وصورة هذا المتخلف فور صدور الحكم عليه، لأنه لا بد من فضح مثل هؤلاء الأشخاص ليتبرأ مجتمعنا منهم، فهذا المجتمع المتآلف دائماً والملتزم بالدين والأخلاق لا يمكنه أن يقبل أن يكون مثل هذا الشخص من بين المنتمين إليه.
نحتسب الجنود الذين سقطوا في أرض المعركة شهداء ونسأل الله لهم الرحمة ولذويهم الصبر والسلوان، وهكذا يفعل ويقول كل بحريني أصيل وكل خليجي أياً كان موقفه من الأحداث التي تتطور في اليمن وفي المنطقة، واتخاذ شخص ما موقفاً سالباً من هذه الحرب لا يعطيه الحق في الإساءة إلى من يشارك فيها أو الشماتة التي هي في كل الأحوال ليست من خلق المسلم.
كل من قرأ تلك التغريدات تألم، وكل من قرأ تعليقات من حاول الدفاع عن ذلك الشخص لا شك أنه تألم أيضاً، وإذا كان ذلك الشخص أحمق فالأكيد أن من يحاول الدفاع عنه وتبرير حماقته أكثر منه حمقاً، ومثل هذا وذاك شواذ لا يمكن إلا نبذهم بعد فضحهم (رداً على بعض المشككين والقائلين بأن هذه رواية من روايات الداخلية كتب أحد الناشطين المعروف بتعاطفه مع «المعارضة» في مواقع التواصل الاجتماعي إن «وزارة الداخلية ما اخترعت تغريدات لهم.. هذه تغريداتهم»).
الموت حق، ولا شماتة في الموت أبداً ولا يمكن أن يدخل مثل هذا في دائرة التعبير عن حرية الرأي والديمقراطية، فالدين نهى عنه وهناك العديد من الروايات عن نهي النبي عليه الصلاة والسلام لمثل هذا الفعل الذي لا يمكن أن يكون من خلق المسلم، فهو مقتصر على الكافرين والمنافقين الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم في سورة آل عمران (إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا).
أن تختلف مع الآخر فهذا حقك، وأن يكون لك موقف من التحالف الذي يسعى إلى إعادة الشرعية لليمن فهذا حقك أيضا، لكن ليس من حقك أن تشمت في الموت فتكتب مثل هذا الكلام أو تقوله، بل ليس من حقك أن تقوله حتى بينك وبين نفسك لأن هذا ليس من خلق المسلم.
الحماقة التي ارتكبها ذلك الشخص -وربما آخرون غيره- أريد منها شق الصف وإرباك المجتمع وإشغال الناس عن المهم من أمورهم وإشعال العداوات، لهذا فإن من المهم جداً أن ترفض كل مؤسسات المجتمع ما قام به بإصدار البيانات الواضحة أولاً وبنبذه وعدم السماح له بالمشاركة في أي نشاط اجتماعي وفضحه على الملأ كي يكون عبرة لغيره، إما إذا كان من المنتمين إلى إحدى الجمعيات السياسية فإن عليها أن تبادر بطرده فوراً والتبرؤ منه كي لا يحسب ما قاله وما فعله عليها.
المجتمع البحريني بكل أطيافه يرفض مثل هذا الأمر الذي يخالف الدين ويسيء إلى الأخلاق والعادات والتقاليد والأعراف، وما حصل لبعض جنودنا البواسل أمر طبيعي ويمكن أن يحدث في أي لحظة، فهم في معركة ضد الباطل، ونيل الشهادة غاية وربح يحسدون عليه ونفتخر به.