رحم الله شهداء الوطن والواجب المقدس الذين ضحوا بأرواحهم، وهي أغلى ما يملكون، في سبيل الدفاع عن الأمة والعقيدة ونحسبهم عند الله من الشهداء وكانوا هم وزملاؤهم مرابطين في الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية مناصرين القيادة والشرعية في اليمن ضد الحوثيين، الذين ارتموا في أحضان إيران وأصبحوا ألعوبة بأيدي ملالي قم في محاولة منهم لاستنساخ التجربة اللبنانية ممثلة في حزب الله الإرهابي، ولكن قوات الخليج ورجالها البواسل كانوا للحوثة بالمرصاد وسيتم بإذن الله على أيديهم دخول صنعاء وتحريرها من المليشيات الحوثية التي لاذت قياداتها وعلى رأسها عبدالملك الحوثي بالفرار مع السفير الإيراني في صنعاء مع دخول مرحلة الصفر وعملية «السيل الجرار» الذي سيصفي ويطهر صنعاء من دنس الحوثيين.
حقيقة كان استشهاد رجال قوة دفاع البواسل مثالاً لأسمى معاني التضحية من أجل الوطن وطاعة ولي الأمر، كما إن هذا المصاب وإن كان جلل إلا أنه فخر وعزة ورفعة لأبناء البحرين الذي ضربوا أروع معاني الولاء للدين والعقيدة والوطن وتلبية نداء الواجب بكل بسالة، وقد وحد استشهادهم وجسد تلاحم القيادة بالشعب وما حضور سمو الشيخ ناصر وسمو الشيخ خالد بمعية القائد العام المشير خليفة بن أحمد لمراسم استقبال جثامين الشهداء ودفنهم؛ إلا دليل على مدى حب القيادة لأبنائها، فصاحب الجلالة الملك حفظه الله وهو أب الجميع أكد أن الشيخ ناصر والشيخ خالد سيكونون في مقدمة الصفوف في المشاركة مع قوات التحالف جبناً إلى جنب مع رجال قواتنا المسلحة، هذا يؤكد مدى حرص جلالة الملك في الدفاع عن البحرين ودول الخليج والشرعية في اليمن.
نعم سيخلد تاريخ البحرين تضحيات جنود قوة دفاع البحرين الأشاوس في ميادين التضحية والشرف دفاعاً عن البحرين ونصرة لدول مجلس التعاون ودعماً لليمن الشقيق، وما توجيهات جلالة الملك حفظه الله بتخصيص يوم الرابع من سبتمبر من كل عام ليوم يوماً للشهداء إلا عرفاناً وتقديراً لتضحياتهم التي قدموها في الذود عن حياض الأمة والعقيدة والوطن، فكل الشكر لجلالته على هذه اللفتة الأبوية التي حتماً ستخلد أسماء الشهداء في ذاكرة التاريخ الوطنية ولن تمحى بإذن الله تعالى، وفي الواقع سيكون هذا اليوم هو يوم النصر والعزة والشهادة وستكون مناسبة وطنية نستذكر فيها كل شهداء الوطن.
في يوم دفن شهداء الواجب كان المنظر مهيب فقد خرجت البحرين عن بكرة أبيها لحضور جنازة الشهداء التي وحدت أبناء الوطن الواحد ليرسموا صورة وطنية بالالتفاف حول القيادة الرشيدة ومساندة أسر الشهداء والوقوف إلى جانبهم بالعزاء الذي امتزج بالفخر والإباء والعزة بأبنائهم الذين سطروا بدمائهم الخالدة ملحمة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، لتؤكد مدى ولاء وانتماء أبناء هذا الشعب الأبي في نصرة الأشقاء في اليمن، وهو ليس بغريب عليهم مع إخوانهم من جنود المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية الذين قدم أبناؤهما شهداء من أجل وحدة المصير المشترك، فكل دول المنطقة كنوا كالصف الواحد والبنيان المرصوص الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
بالأمس صلت البحرين بعد أن أمر ووجه ولي الأمر صاحب الجلالة الملك حفظه الله ورعاه بأن تتم صلاة الغائب بكل جوامع المملكة على أرواح شهداء البحرين، شهداء الخليج، شهداء الأمة العربية والإسلامية، شهداء العقيدة، فقد وقف كل المصلين في وقت واحد ليرفعوا أكفهم وتلهج ألسنتهم بالدعاء والمغفرة لشهدائنا الأبرار بأن يكونوا مع النبيين والصديقين في عليين ونحسبهم في جنان الخلد بإذن الله تعالي، ونسأل الله أن يمن بالشفاء العاجل على جرحى قواتنا البواسل الذين أصيبوا ليعودوا إلى الصفوف من جديد مع إخوانهم في الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية وفي الأراضي اليمنية لتحريرها من براثن الحوثيين.
- همسة..
«البيت متوحد».. تقال في الإمارات وقد جسدت معنى الترابط بين أبناء البحرين والسعودية والإمارات ودول مجلس التعاون، فلم تعد هذه المقولة مقتصرة على أبناء الإمارات بل نحن من نقولها لأبناء زايد: «إننا جميعاً في بيت واحد، ويد واحدة ندافع عن عقيدتنا، ونبني أوطاننا ونحمي أراضينا، ونفديها بأرواح أبنائنا»!