عدونا واحد؛ يتربص بنا ويحدق بنظرات لا تخلو من الطمع والحقد، وجنودنا الذين دافعوا عن حياض الأمة اختلطت دماؤهم الطاهرة بدماء رفاقهم من الإمارات والسعودية في ميدان واحد لرب واحد وهدف واحد.
وكم كنت، وكنا وكانوا، نتمنى أن يستشهدوا تحت راية واحدة، نعم إنها اللحظة التي يتمنى جيلي والجيل الذي قبلي أن يعيشها قبل أن يرتحل. فلم يحدث في التاريخ الحديث أن توحدت دول مجلس التعاون الخليجي ضد الكيان الإيراني المحتل كما يحدث اليوم، والفرصة مواتية ولن تتكرر.. ماذا ننتظر؟!
كل ما أعرفه أننا وفي ظل أخطر مرحلة تمر بها الأمة العربية، والخليج خصوصاً، من حيث حجم الأطماع والمؤثرات والمؤامرات الداخلية والخارجية، والظرف المحيط بنا إقليمياً وعالمياً، وكم التخطيط والدهاء، وأخطر ما فيه أن عدو الداخل تحالف مع عدو الخارج، فلم تعد إيران بحاجة لإرسال جنودها لتحاربنا، بل يكفيها أن تسلط جنود الداخل، وهي كفيلة بتولي المهمة. أما السؤال الملح اليوم؛ أما آن الوقت لإعلان الاتحاد الخليجي؟
هذه السؤال نرسله لولاة أمرنا، فقد باتت الإجابة عنه ملحة لا تحتمل التأخير، أفيدونا أفادكم الله، ليس لنا أو لكم، بل لجيل الغد الذي سيواجه إيران النووية.. آه كم أخشى غدي..
إيران الغد ستكون أخطر بعشرات المرات، وإذا كان حجم الإنفاق الإيراني على دعم وتمويل الإرهاب 30 مليار دولارسنوياً، وغداً ستصبح مئات المليارات.
إيران اليوم احتلت العراق وأصبحت بغداد عاصمة إمبراطوريتها، كما قال علي يونسي مستشار روحاني، تسيطر على شمال وشمال شرق الجزيرة عبر سيطرتها على سوريا والعراق، إلى جانب امتلاكها لقواعد في الضفة الغربية من البحر الأحمر، وأخرى في بعض دول القارة الأفريقية، من بينها إريتيريا، وتسيطر على الممرات المائية في شرق الجزيرة وغربها عبر أربع قواعد بحرية، من بينها قاعدة بحرية في خليج عمان على الجانب الشرقي من مضيق هرمز، وأخرى في ميناء «اسلووه» على الخليج العربي، وثالثة عند ميناء منطقة «جسك»، التي هي بمثابة عنق مضيق هرمز، ولم يبق لها سوى السيطرة على الجهة الجنوبية لتكتمل حلقة تطويقها للجزيرة، لذلك لزوماً ألا نتخلى عن أمننا، ولا نترك حماية مواردنا ومقدراتنا بلا غطاء عسكري، ووجوب توحيد السياسات بما يتفق وفرضيات الظروف التي تشكلت والتعامل معها بجدية، قبل أن تتراكم المصاعب والمخاطر والتعقيدات الاجتماعية والسياسية على جيل الغد.
لذلك كله، فإن مطلب الاتحاد الخليجي ليس ترفاً سياسياً أو أمنياً، بقدر ما هو أمر ملح وضروري، وخيار استراتيجي لمستقبل أكثر قوة وصلابة، ليس للقيادات المستقبلية لدول مجلس التعاون فحسب، بل ولأجيالها القادمة ومقدراتها ومواردها.
أقولها وأجري على الله؛ ليس من العدل في شيء، وبعد القوة العسكرية لدول التعاون التي ظهرت خلال عاصفة الحزم، أن يبقى مجلس التعاون على حاله، فليكن الاتحاد بمن وافق.. فإعلان الاتحاد ضروري الآن.. الآن وليس غداً..