تسعى بعض الدول الأوروبية أن تبتز ما بقي لنا من موارد وخيرات في دولنا الخليجية عن طريق توظيف ملفات حقوق الإنسان، إما بالتهديد باستصدار بيانات الإدانة تمهيداً أو تهديداً لإجراءات أخرى، أو عن طريق طلبها المتكرر بوجود مكاتب تتخذها مقرات في دولنا تلعب دور مقر (الباليوز) أي المعتمد البريطاني في الخليج سابقاً، لتكون هذه الدار هي القضاء البديل وهي جهاز الأمن البديل وهي البيرق الذي يلجأ له خونة الدار كما كانوا يلتفون بالعلم البريطاني ويمسكون بالبيرق طلباً للجوء السياسي قبل مائة عام.
والغريب أن من يلجأ (للاستعمار) اليوم هو من كان يحارب الإنجليز وقضى حياته على أساس أنه في نضال لطردهم من الخليج معتلياً جبال ظفار تحت راية «تحرير الخليج» من الاستعمار، واليوم هو من يلعق حذاءهم ويلتصق بهم بلزوجته المقيتة، وينبطح على بطنه من أجل إرضائهم، قابلاً أن يمهد لهم طريق السيطرة على وطنه من جديد سبحان الله من أجل النفس الطائفي تقتل المبادئ وتنتهك حرمات الأوطان.
ولكل دولة خليجية من دولنا توجد «مجموعة» فرحة بالتعامل مع هذه المنظمات هانت عليها أوطانها ومستعدة لتقديمها لقمة سائغة كي تقيم دولتها التي تحلم بها على أرضنا، هي التي تستغل كحصان لطروادة مرة باسم الدفاع عن حق التعبير ومرة باسم الدفاع عن العمالة ومرة عن المرأة وعن اللاجئين ومرة عن الشيعة وهكذا تعددت الأعذار والهدف واحد.
وللتصدي أولاً للدول التي تقود حملات مضادة لدولنا إعلامياً ودبلوماسياً، على البحرين أن تقود موقفاً شعبياً للتصدي للمجموعات، فإن كنا سابقاً نغض الطرف عن هذا الفعل الخسيس من تلك المجموعات ونترك لحكوماتنا التصرف حيال هؤلاء إلا أننا في وقت تخوض فيه دولنا حرباً تحدد مصيرها ويموت فيها جنودنا، ومن يقوم بهذا الفعل في هذا التوقيت لا يوصف إلا بالخيانة العظمى، فإن على الشعوب الخليجية تقع مسؤولية التصدي لهؤلاء.
الموقف الشعبي هو الوحيد القادر على التصدي للحراك الأوروبي المضاد ولدينا في البحرين كل مقومات المجتمع المدني المؤهل لقيادة هذا الحراك.
مجلس النواب البحريني ومعه غرفة التجارة والصناعة ومعهما النقابات العمالية والاتحادات النوعية والجمعيات السياسية وكلها مجالس منتخبة انتخاباً حراً يستطيعون أن يشكلوا فريقاً موحداً يعقد اجتماعاته وينسق خطواته ويبدأ باتصالاته وإصدار البيانات التي تضم جميع تلك المؤسسات والرافضة لتدخل أي من الدول في شؤوننا والرافضة لمن يدعي بأنه يمثل الشعب البحريني ما لم يكن منتخباً، خاصة أن جميع تلك المؤسسات تقودها مجموعات انتخبت انتخاباً حراً مباشراً ولتصل تلك البيانات إلى السفارات.
ثانياً هذا الموقف الشعبي يملك كافة الخيارات المفتوحة وله أن يستخدم كافة الوسائل لإيصال هذه الرسائل للاتحاد الأوروبي ليس من البحرين فقط بل من جميع دول مجلس التعاون وعلى المؤسسات البحرينية أن تأخذ زمام المبادرة والتحرك خليجياً لضمان خلق مثل هذا الموقف الموحد الذي سيوجه ضد أي دولة تتصور أنها ممكن أن تتحرك ضدنا فرادى، هذا الموقف لا يمكن أن تقوم به السفارات أو وزارة الخارجية، بل لابد أن ينطلق من مؤسسات المجتمع البحريني المدني المنتخبة.
ثم على هذه المؤسسات أن تتحرك خليجياً لتشكل موقفاً خليجياً موحداً تجاه هذه الحملة الشرسة ضد دولنا فنحن أمام قائمة وجدول أعمال وضعت فيها دول مجلس التعاون الواحدة تلو الأخرى للضغط عليها عن طريق شن «الحملات» التي تفتح باب التدخل للسماح بإحداث الفوضى وهي الوسيلة الثانية بعد أن فشلت خطة الربيع العربي في إسقاط الدول الخليجية.
شعوبنا الخليجية بحاجة أن تأخذ زمام المبادرة وتتخلى عن اتكالها واعتمادها على الحكومات فقط للدفاع عنها وعن مصالحها، شعوبنا الخليجية بحاجة أن يكون لها صوت حازم وشبابنا قادر على قيادة هذا الحراك.