«وبإذن الله تكبيرات النصر.. قبل تكبيرات العيد»..
النصر لا يأتي بالسهل ولن يأتي من غير تضحيات، فالنصر ثمنه غالٍ جداً، ترخص لأجله النفوس والأموال، فما دام صاحب الحق على حق، فالنصر قريب بإذن الله وإن طال، والرجال مواقف وأصحاب المواقف تظهرهم وتصنعهم مواقف الشدة، وأصحاب القيم والمبادئ العربية الأصيلة والثابتين على الحق هم والله رجالنا رجال الخليج وجنودنا البواسل.
ألم امتزج بالفرح عندما سمع الشعب الخليجي خبر استشهاد جنود الخليج البواسل من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، دفاعاً عن الكرامة والعزة العربية، في أرض اليمن الأبية، والله لو أُعطى الشهداء عمر آخر ثم تخيرهم بين القتال مرة أخرى وبين العمر المديد مع أسرهم منعمين بكل النعم الدنيوية، والله لاختاروا الشهادة لمرات عديدة، بعد أن أذاقهم الله حلاوة الاستشهاد في سبيل الدفاع عن الحق ضد الباطل، وهذا ما ترجمه لنا أيضاً جنودنا الجرحى وهم يتلقون العلاج في المستشفيات، عندما ناشدوا بأن ينضموا مرة أخرى إلى إخوانهم في أرض المعركة لنصرة الشعب اليمني الشقيق من المد الفارسي الغاشم، فقد شاهدنا العديد من مقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، شاهدنا جنودنا الجرحى وهم يتوسلون حتى تتسنى لهم خدمة دينهم ووطنهم مرة أخرى، فهم والله يرجون النصر ويرجون أيضاً الشهادة في أرض المعركة.
فقد سطر الجنود الجرحى أجمل معاني الإيثار والتضحية بكل مقاييسها، جندي إماراتي يناشد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بأن يرجع إلى أصحابه في اليمن بعد أن قطعت يده وينتظر اليد الصناعية ليساهم في النصر بعد أن سطر بطولة الروح القتالية العربية الشهمة عندما تناسى هذا الجندي جراحه وإصابته الشديدة ولم يهتم، وراح يساعد المصابين ويسعفهم، وجندي آخر يطلب من الشيخ محمد بن زايد أيضاً أن يرجع إلى ربعه في أرض المعركة بعد أن تفك الجبيرة من على رجله، هذه هي الروح القتالية الرائعة روح العزة والكرامة العربية التي استمدوها من الآباء والأجداد الذين عمروا الخليج بالحكمة والثبات على الحق، فالتلاحم بين الشعب الخليجي مع قادته والتفافهم معهم في ساعة اليسر والشدة، تزيدنا قوة وثباتاً.
كما إن زيارة القيادة للجنود الجرحى تزيدهم وتزيدنا عزماً للنصر المحقق وتزيد جنودنا إيماناً على إيمانهم بأن يقطعوا دابر كل عدو، فسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة يقبل رأس جندي بحريني مصاباً من ضمن قوات التحالف العربي لدعم شرعية اليمن، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان يقبل يد جندي إماراتي ويقبل رأس آخر، لا يكابر شيوخنا وقادتنا على الفعل الصواب وزيارة المصاب والرجال أفعال، وهذا هو الأصل الطيب الذي رفد إلينا من تاريخ أجدادنا، التقدير والعرفان مع أن نصرة إخواننا في اليمن والمشاركة في قوة التحالف ليس معروفاً بل هو حق على العروبة وحق على الجميع.
هذه الروح المعنوية لجنودنا البواسل الجرحى والمرابطين في أرض المعركة وأسرهم وأسر الشهداء تجعل للنصر القريب عنواناً، بعد أن اختلطت دماء الخليج في اليمن، وهذا الإصرار على المشاركة مع قوات التحالف يجعلنا نتفاءل بالخير مادام أبناء الخليج هم السلاح الحي لاستعادة الحقوق العربية، والله إننا متفائلون بالخير دائماً والنصر قريب ليس لتحرير اليمن من الحوثيين فقط بل تحرير جميع الدول العربية من المد الصفوي الإرهابي، فاللهم اسمعنا تكبيرات النصر قبل تكبيرات العيد، يا قادر يا كريم.