يظن المتابع لفرحة مجموعة الوفاق وتوابعها وهم يتبادلون التهنئة ويباركون لبعضهم بفوز جريمي كوربن برئاسة حزب العمال البريطاني أنهم أعضاء في الحزب البريطاني.
وهم لو سألوا جيريمي ماذا تسمي البريطاني الذي يفرح لفوز عضو في الكونجرس الأمريكي يعادي ويكره بريطانيا؟ لقال لك باختصار وبشكل مباشر ودون تردد أسميه خائناً!
الخيانة سلوك إنساني مقيت متفق على تجريمه قانوناً وعلى اعتباره عار بشرياً، فلا يختلف وصف الخيانة من مجتمع لآخر، ولو أن بريطانياً صفق لأجنبي عرف عنه موقف عدائي لبريطانيا أو رحب به أو هلل له لعد ذلك فعلاً مقيتاً مرفوضاً ولتعرض للنبذ والإقصاء اجتماعياً، لن تختلف ردة الفعل هذه وهذا التوصيف عند أي من الشعوب.
كيف إذا الجهل تمكن وانعدم الشعور الوطني والإحساس بالانتماء والاعتزاز الوطني من هذه المجموعة حتى عجزوا عن التفريق بين عدائهم للنظام وعدائهم للوطن، فأعماهم جهلهم وحقدهم عن الخط الفاصل؟
هناك إيرانيون فروا من إيران حين دخلها الملالي، ولم يعودوا لها منذ ذلك الحين واليوم أولادهم تزوجوا وأنجبوا أطفالاً لم يروا إيران في حياتهم، وعداؤهم للنظام الملالي الإيراني لا يمكن إخفاؤه، لكنهم جميعاً حين تأتي مصلحة إيران يلقون هذا جانباً والأولوية لصالح الدولة الإيرانية، ويعملون لها بإخلاص حتى وهم ممنوعون من دخولها، لأنهم يفرقون بين الوطن وبين النظام، ولا يتوانون عن خدمة إيران والمصلحة الإيرانية حتى وإن كان النظام الحاكم فيها قد طردهم من إيران ومنهم عراب الاتفاق النووي الإيراني ورئيس مجلس العلاقات الإيرانية الأمريكية تاريتا بارسي.
فكيف بهذه «المجموعة» وقد جردت من أي إحساس وطني وهم يحملون الجنسية البحرينية ويدعون أن البحرين وطنهم ويحملون علمها لزوم الإعلام الغربي هذا العلم الذين كانوا لا يعترفون به قبل أربع سنوات وبعضهم كان نائباً في مجلس النواب البحريني قبل أربعة أعوام ومع ذلك مازال الوطن عندهم متمثلاً بالباليوز وساريته؟
الأمر الثاني لقد وضعت هذه المجموعة نفسها في مواجهة لا مع الشعب البحريني فحسب بل وضعت نفسها في مواجهة شعوب الخليج قاطبة، فهذه الشعوب الآن تخوض حرباً مصيرية مجتمعة تحت قيادة واحدة وأرسلت من أجلها أبناءها للجبهة لقتال مجموعة تدين بالولاء لذات القائد الروحي الذي تدين به هذه المجموعة البحرينية التي تحشد الحكومات الأجنبية والمنظمات الدولية ضد الدول الخليجية.
شعوب الخليج اليوم تجتمع صفاً واحداً وتقف وقفة رجل واحد وتهيئ الأرض لوحدة المصير الخليجي الذي يضم هذه الشعوب بعد أن توحدت الدماء التي سالت لحفظ أمنها وسيادتها لتأتي هذه المجموعة وتصفق وتفرح بفوز من يضمر شراً لأوطانها وهو إنجليزي؟ فهل تملك هذه المجموعة ذرة شرف ونخوة عروبة؟
هذه المجموعة التي تتوعد دولها وأوطانها وتهددها بفوز رجل إنجليزي أين تصنف؟ كيف ينظر لها السعوديون والإماراتيون الذين يخوضون حرباً إلى جانب البحرينيين؟
ألا يعرف هؤلاء أن البيت متوحد شعاراً لم يعد يقتصر على الإمارات العربية المتحدة؟ ألا يعرف هؤلاء أن فوق هامات السحب وطناً لا يقتصر على المملكة العربية السعودية؟ ألا يعرف هؤلاء أن طعناً في البحرين هو طعن في شعوب هذه الدول التي يحارب فيها الآن وفي هذه اللحظة الضابط البحريني إلى جانب الإماراتي والسعودي والقطري؟
أي عار ستجلبه هذه المجموعة على نفسها وعلى من يتصل بها أو يعينها أو يدعمها؟
كلمة أخيرة
بقاء الرخصة القانونية التي تعمل تحت ظلها هذه المجموعة هي مسمار لجحا باق يسمح باستمرار التدخلات الأجنبية ولا حل إلا بسحب الترخيص وبالقانون فهم يوظفونها لآخر رمق في خدمة هذه التدخلات.