دموع لاعبي منتخبنا الوطني لكرة القدم للشباب بعد خسارتهم المباراة النهائية أمام نظرائهم الأشقاء العمانيين بالركلات الترجيحية شكلت بالنسبة إلي المشهد الأبرز في هذه المشاركة الإيجابية لهذا الفريق الصاعد بالرغم من تعدد المشاهد التي تستحق الإشادة فنياً وإدارياً !
هذه الدموع كانت عنواناً لنجاح هذا الفريق من حيث الشعور بحجم المسؤولية الوطنية التي كانت على عاتقه وهذا ما كنا ننادي به على الدوام وفي كل الألعاب الرياضية سواء على مستوى الأندية أوالمنتخبات الوطنية.
لم نعد نرى مثل هذه المشاهد في ملاعبنا كما كنا نشاهدها في ستينات وسبعينات القرن الماضي حين كانت الدموع وحالات الهستيريا عناوين بارزة في حالات الانتصار أو الخسارة، بل على العكس من ذلك بدأنا نشاهد الابتسامات العريضة وعدم المبالاة لدى كثير من اللاعبين في حالات الخسارة حتى في المباريات الحاسمة! لذلك كنت سعيداً وأنا أشاهد منظر لاعبينا الشباب ودموع الحسرة تزين وجوههم وهم في الطريق لاستلام ميدالياتهم الفضية!
هذا المشهد هو نتاج تحضير معنوي قبل أن يكون تحضيراً فنياً يحسب للمدرب الوطني الشاب عبدالعزيز عبدو الذي أرى فيه أبرز مقومات المدرب الناجح من حيث الشخصية القيادية والكفاءة الفنية التي مكنته خلال الفترة القصيرة الماضية من خلق فريق متجانس فنياً ومعنوياً الأمر الذي يعزز نجاح اتحاد الكرة في هذا الاختيار الموفق الذي يحتاج إلى المزيد من الدعم المادي والمعنوي كما يحتاج لمنحه الفرصة الكاملة والكافية لبناء منتخب وطني يجسد معنى الوطنية بكل ما تحمله من قيم وسلوكيات ويعيد للكرة البحرينية بريقها الذي بدأ يتلاشى في الآونة الأخيرة!
لست أسفاً على ضياع اللقب الخليجي ما دمنا قد خرجنا من هذه البطولة بهذا الفريق الذي يقدر معنى التمثيل الوطني ويجعل الدموع عنواناً عريضاً لولائه وإخلاصه حباً للبحرين.
واصلوا المشوار بنفس الهمة والعزيمة وضعوا اسم البحرين نصب أعينكم في استحقاقاتكم القادمة ولا تتأثروا بما فات بل اجعلوه دافعاً لكسب الرهان القادم.
بيض الله وجوهكم يا شباب الوطن ...