يا أغبى مخلوقات على وجه الأرض، من زرع في عقولكم وأفئدتكم، وهماً، أن الحرق والتخريب وقطع الطرق وزرع القنابل لتعطيل الناس عن مصالحهم، والطلبة عن مدارسهم، سيسقط النظام، هل سمعتم عن نظام سقط بسبب زحمة مرور؟!
على العكس، فكلما ازددتم في معاقبة الناس بتعطيل المرور، وغزوات قطع الطرق الخائبة الفاشلة، كلما تأكد للعالم أنكم مجرمون وإرهابيون، وازداد كره الناس وبغضهم لكم.
هذا هو الوصف الذي تستحقونه، مجرمون وإرهابيون، ولستم ثواراً أو مناضلين، وانسوا أن تكونوا غير ذلك، وإسقاط النظام لا أنتم ولا من يمولكم سواء من «الإيرانيين» أو من يدعمكم من «الأمريكيين» يقدر عليها، تحديداً اليوم.
هذه قصة انتهت..
المؤسف، أن غداً سيخرج علينا من يعتلي المنبر، ويتباكى كالتماسيح على إجرام قطاع الطرق هؤلاء، ويصفهم بالطلبة وصغار السن، ويذرف الدموع الكاذبة على مصلحتهم ومستقبلهم الدراسي، وينادي بالإفراج عنهم.
طبعاً نعرف جميعاً أنها وجهة نظر محاصَرة بالمذهبية، ومَأْسُورة بالطائفية، وناجمة عن كثرة الجهل، وقلة الوعي، وبلادة الطبع، وهي غير مقنعة بتاتاً، ولا تستحق الاحترام، لأنها وجهة نظر تشرع وتقنن وتدافع عن مجرمين وقطاع طرق.
بصراحة، أحسد جداً أمثال هؤلاء من رجال الدين، الذين - يحرفون الكلم عن مواضعه - دون خوف من الله، ويتحدثون على أساس اقتناع راسخ بأنهم فقهاء في الدين، وهم لا يفطنون برؤوسهم الحجرية، أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان.
طبعاً عزيزي القارئ، أنت مثلي تستغرب من دفاع رجل الدين هذا، عن هؤلاء المجرمين؟!
يا سيدي، لا تستغرب، أمثال رجال الدين هذا، يستبيحون الكذب والتضليل، بل ويراه «كذب في سبيل الله»!
لست هنا بصدد الطعن في رجال الدين من أي طائفة كانت، فكلهم محل احترام وتقدير، ولكني هنا بصدد توصيف حالة تعتلي المنبر، وتخطب بين الناس، وفق دوافع عديدة، من بينها سياسية بلهاء، وطائفية مغرضة، وذلك حتى لا ننخدع في وافدين على المنبر ومستغلين للدين، فليس كل رجل دين فقيه في الدين، وليس كل من هب ودب يعتلي المنبر.
إنهم الخطر الحقيقي على البلد، فكل ما نعيشه من مآسٍ وإرهاب وحرق وتخريب، وعبث في البلاد، وترويع للعباد على مدى السنوات الخمس الماضية، هي من صنيع هؤلاء الأفاكين المتاجرين بالدين، الذين يضحكون على الشباب وصغار السن ويسوقونهم كالأنعام، إن قالوا لهم اخرجوا في اعتصام، خرجوا، وإن قالوا لهم اقتلوا، قَتَلوا، وإن قالوا لهم فجروا، فجروا، دون أن يملك أحد منهم حق الرفض أو حتى التفكير أو السؤال أو النقاش، تماماً كالشاة التي تُساق للذبح أو للرعي.
لقد دقت ساعة النهاية..
نعم، وحالياً يعمل الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزيرالداخلية، والشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وفق توجهات صادرة من مجلس الوزراء، على منابر غسيل المخ وسلب العقلَ والوعي، والنأي عنه وإبعاده عن الخطاب السياسي التحريضي، الذي يفرق بين أبناء البلد الواحد، ويسبب الاحتقان والتوتر بينهم، أو يتطاول على أحد الأنبياء والرسل أو زوجاتهم أو صحابتهم أو يثير الكراهية والطائفية والبغضاء، بما يحقق الغرض ويضيف إلى منبر رسول الله، فهو أرفع شأناً من أن يوضع تحت إمرة حزب أو جمعية سياسية أو مجاذيب ومكاذيب الولي الفقيه، أو يكون مكاناً للتجاذبات والاختلافات السياسية.
وأتمنى أن يعي أشباه رجال الدين، أن النهاية تلك ليست بأمر الحكومة، بل بأمر صادر وبإمضاء من الشعب البحريني الذي ضاق ذرعاً منكم ومن أفعالكم، وينتظر على أحر من الجمر نهار ذلك الصبح، الذي يتطهر فيه المنبر الديني من درن ولوغ أشباه رجال الدين.