في الساعة والنصف التي قضيتها في سيارتي أثناء غلق شوارع مدينة عيسى يوم الأحد الماضي، أخذت أبحث عن الجدوى التي ستجنيها فئات المعارضة التي قامت بتعطيل نسبة كبيرة من شعب البحرين عن دوامه الصباحي، وقادني تفكيري أننا أمام بعض الجماعات الساذجة التي لا تعرف من معاني المعارضة إلا «أذى الشوارع».منذ ساعات الفجر الأولى ليوم الأحد الماضي، قام بعض الذين يظنون أنفسهم «أبطالاً ومناضلين»، بوضع أجسام وهمية عند الإشارات المرورية لمدخل مدينة عيسى، وهي أكثر المدن ازدحاماً، لوجود العديد من الوزارات والمدارس والجامعات فيها. وتم الاشتباه بكون الأجسام الوهمية متفجرات، وتم تعطيل حركة المرور منذ بداية الصباح حتى الساعة التاسعة أو العاشرة صباحاً، مما سبب إرهاقاً للمواطنين ومستخدمي الشارع وتعطيلاً في المواقع التعليمية والمهنية الموجودة في المنطقة.قد تكون الرسالة - غير المنطقية - الموجهة من بعض فئات المعارضة أن بإمكانهم تعطيل الحركة في البحرين، لكن الرسالة الأكثر بلاغة التي وصلت أنهم يزعجون كل الشعب البحريني، وهم في «أ، ب» سياسة، ويرتكبون أخطاء ما يجب أن تقع فيها المعارضة الحقيقية، لأنه تقع على عاتقها استقطاب الشارع، والتأثير فيه إيجاباً، ليقف إلى جانبها ويساندها!! واستكمالاً لأبجديات السياسة والمعارضة منحتني الساعة والنصف التي قضيتها واقفة في الشارع المزدحم إعادة تفكير «بدائي» في مفهوم المعارضة في البحرين، وأننا طيلة الأعوام الماضية القاسية، لم نستلم أي مشروع حقيقي يمكن أن يعول عليه للنقاش مع معارضتنا في البحرين، فواجب المعارضة من حيث المبدأ مراقبة الحكومة ومساءلتها وهي المسؤولية التي تخلت عنها المعارضة «تماماً»، بمقاطعتها الانتخابات، كما إن المعارضة، في العادة، تقدم تصوراً وبرنامجاً موازياً لبرنامج الحكومة، لحل الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وهذا ما لم يتجاوز مرحلة الشعارات عند المعارضة، وهي مرحلة يتساوى خلف خطها الجميع، لكن قليلين هم فقط من يتمكنون في المضي بثلاثة أمتار في اتجاهها.إذن وببساطة، ماذا كسب شعب البحرين من بعض فئات المعارضة؟! الشعارات؟! بسيطة!! وماذا بعد الشعارات؟! إغلاق الشوارع وحفلات المولوتوف والمواجهات مع رجال الأمن!! نتيجة محبطة فعلاً لا تستحق أن يحشر فيها المواطن أكثر من ساعة في شارع مغلق!!وأمام هذه الخارطة الملتهبة في الإقليم والوضع الاقتصادي المقلق، وتربص كل أعداء الأمة بها، وهي تخوض مخاضاً غير معلوم النتائج، وإزاء الوضع الاقتصادي في البحرين، والإجراءات الاستثنائية التي تعكف البحرين على المضي بها، لتدارك الأزمة الاقتصادية، يشعر المواطن البحريني أنه «مو ناقصة» حركات صبيانية في الشارع، في الصباح الباكر ومع مطلع الأسبوع، ليس لها من هدف سوى أن تقول لشعب البحرين إنها مازالت حية وإنها مازالت في الشارع.لا بأس، أنتم لاتزالون في الشارع، فمتى تدخلون مقراتكم السياسية؟! ومتى تدخلون البرلمان؟! ومتى تشاركون في الحكومة؟! كي نشعر أننا أمام معارضة لها فكر وتفكير، مثلما لديها أرجل تتواجد في الشارع.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90