كل التصريحات التي أدلى بها المنتمون إلى «المعارضة»، بكل تلاوينها، خلال اليومين الماضيين، إلى الفضائيات السوسة، وتم نشرها على المواقع الإلكترونية التابعة لها أو المتعاطفة معها، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعليقاً على الحكومة المصغرة والسعي إلى مواجهة تدني أسعار النفط، وتأثر الأوضاع المالية في المملكة، نتيجة ذلك، كل تلك التصريحات، صبت في اتجاه واحد، وحاول أصحابها إيصال رسالة ملخصها «أننا نحن فقط من يستطيع إخراج البلاد من المشكلات السياسية والاقتصادية، وأن كل المطلوب هو أن تتنحوا جانباً وتتركوا المقود في يدنا، فنحن الأعلم والأخبر والأفضل والأنقى والأصدق والأخلص...»، ولم يتركوا كلمة سيئة عن الحكومة إلا وقالوها، وكالوا لها ما شاءوا من الاتهامات. ليس هذا فقط وإنما دخلوا في التحليل المستند إلى معلومات مغلوطة وغير دقيقة، بل لا أساس لها.
هذان مثالان يبينان مستوى «المعارضة» التي تريد أن تقود الشارع، وتسقط النظام، وتؤسس دولة جديدة وتحكم، وهما يكفيان ليعرف من يسمعها، هناك في جنيف على وجه الخصوص، أسباب تخبطها وأسباب تورطهم معها ، فـ «المعارضة» التي تتحدث في تفاصيل لقاء لم تحضره، وتعتمد في حديثها على توقعات وتكهنات واحتمالات، لا يمكن لأحد في العالم أن يعتمد ما تقوله، لأنه لا يمكن الثقة فيها، و«المعارضة» التي تفتقر إلى كل شيء، وتدعو الحكومة إلى التنحي، وتسليمها الخيط والمخيط، لأنها فقط تشعر أنها قادرة على حل الملفات والمشكلات، لا يمكن الركون إليها، واعتبار ما تقوله كلام عقل ومنطق.
تلك التعليقات الفقيرة هدفت إلى أمر آخر، هو نشر معلومة خاطئة إضافية، مفادها أن الحكومة ومنذ استقلال البحرين، لم تقدم شيئاً وإن كل ما عملته طوال الفترة الماضية هو أنها خلقت مشكلات، وتسببت في تأخر البلاد عن الركب. هذا أمر يضر أيضاً بـ «المعارضة» لأنه يظهرها أمام العالم وكأنها تعيش بعقلية طفل أو مراهق، ذلك أنه من غير المعقول أن يصدقها أحد، وهو يرى بأم عينيه كيف أن العالم ينظر إلى البحرين بمنظار مختلف عن نظرته إلى دول العالم الثالث، وكيف أن الحكومة بقيادة سمو رئيس الوزراء، بنت دولة راقية، وأسهمت في الفعل الإنساني والحضاري.
عبر تلك التصريحات أرادت «المعارضة» أن تفتح لها باباً تدخل منه، فهي تريد من الحكومة أن «تستفيد» من خبرات وقدرات كوادرها، خصوصاً وأنها تعتقد أنهم أفضل من كل كوادر الحكومة. من هنا، صار لابد من طرح السؤال، عن الذي فعلته تلك الكوادر للوطن وللمواطنين فترة أن ملأت نصف مقاعد المجلس النيابي؟ ما هي الإنجازات التي حققتها؟ وما الذي قدمته وأقنع الحكومة كي تستعين بها اليوم؟
لو أرادت «المعارضة» أن تسهم في حل المشكلات المالية وتعين على تحمل الظروف التي تمر بها البلاد والمنطقة حالياً و»تمارس دوراً وطنياً» فإنها تعرف دونما شك الطريق إلى ذلك. يكفي منعها المستفيدين من اسمها وتاريخها من الاستمرار في أعمال المراهقين التي يعطلون بها حياة الناس ويعرضونهم للخطر، ويكفي توقف المنتمين إليها أو المحسوبين عليها عن العمل على الإساءة إلى البحرين وتشويه سمعتها في الخارج والتعاون مع كل من يريد لها السوء. يكفيها القيام بهذا ليسجل في ميزان وطنيتها وسيقدر لها المواطنون هذا العمل خصوصاً أن المرحلة الحالية لا تستوعب مثل هذه الأنشطة غير الموصلة إلى مفيد.