اليوم الخميس، العاشر من ذي الحجة يحتفل العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، وتقبل الله من حجاج بيته الحرام، حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً بإذن الله تعالى، وكل عام والجميع بخير. ولله الحمد والمنة فإن «أبطال الميادين» يحصلون على «إجازة» في هذا اليوم فلا تشهد الشوارع الأعمال التخريبية التي تشهدها كل يوم بغية جرح وإيذاء الاستقرار، فقد دأب المخربون على «إكرام» الناس بالامتناع عن ممارسة هذا الفعل القبيح في اليوم الأول من أيام العيد «وليحصلوا هم طبعاً على يوم راحة مدفوع الأجر». لكن الأكيد أنهم «سيداومون» اعتباراً من الغد، وبما أن الإجازة طويلة فإنهم سيستغلونها بالشكل الذي يرضي محرضيهم وسيبذلون جهدهم لتخريب الفرح الذي يتناقض توفره مع توجهاتهم ومبادئهم ويؤذيهم، فوجود الفرح يعني وجود الاستقرار، ووجود الاستقرار يعني هزيمة لهم، بل هزيمة منكرة، ذلك أن مهمتهم هدفها الأول والأكبر هو ضرب الاستقرار بغية إضعاف الاقتصاد وتعطيل الحياة، فهم – أو بالأحرى محرضوهم – يعتقدون أنهم بهذه الطريقة يمكنهم إضعاف السلطة وتحقيق مرادهم.
بالتأكيد سيبذل رجال الأمن كل الجهود لتوفير الجو الآمن للجميع أيام العيد كلها كما يفعلون في كل الأيام، فلولاهم لما أحس أحد بالأمان ولما خرج أحد من بيته، ولولاهم لما سارت الأمور كما ينبغي طوال السنوات الأربع ونيف الماضيات، لهذا فإن أحداً لن يلتفت لما قد يقوم به أولئك المخربون أيام الاحتفال بالعيد السعيد، وما يتلوها من أيام فالجميع يشعر أن هناك من يوفر له الحماية وسينعم الجميع بحالة الأمان التي تحرص الحكومة على توفيرها.
عدم توقف المخربين عن نشاطهم المتمثل في اختطاف الشوارع وإضرام النار في إطارات السيارات وتعطيل حياة المواطنين والمقيمين وتعريضهم للخطر أيام العيد – باستثناء اليوم الأول - ليس من أجل «ألا تنقطع العادة» فقط أو تتأثر لياقتهم ولكن لأنهم يعتقدون أن مثل هذه العمليات يمكن أن تسند أولئك الذين يستمتعون في هذه الفترة بأجواء جنيف، فهم يحتاجون إلى ما يؤكد كلامهم وما يكيلونه من اتهامات للحكومة، لهذا فإن الأكيد أنهم سيحرصون على دفع «أبطال الميادين» لافتعال المواجهات مع رجال الأمن بغية الظفر ببعض الصور والفيديوهات التي تمكنهم من الاستفادة منها في خطبهم الرنانة هناك، ذلك أن تلك الخطب تظل ناقصة التأثير حتى مع وجود المدعو عبد الحميد دشتي هناك، هذا الذي لم تتضح بعد أسباب اندفاعه وحماسه، ولم يعرف بعد لماذا حشر نفسه في قضية يفترض أنه لا علاقة له بها؟!
ولأن كثيراً مما يقوله أولئك في جنيف لن يصدقه من لايزال يتوفر في رأسه عقل من الحاضرين هناك، لذلك فإن «الأسياد» سيحرصون على دعمهم بعمل ميداني لعلهم يستفيدون منه، ولأن الخروج في مظاهرة أو مسيرة أو تنظيم اعتصام سلمي لا يسند كلام أولئك بالشكل المطلوب لذلك فإنهم سيحرصون على الدخول في مواجهات مع رجال الأمن وبث تلك الفيديوهات والصور في الحال عبر الفضائيات «السوسة» لتكون أمثلة حية على ما يقولون.
مؤلم أن تحتل مثل هذه الموضوعات المساحات المخصصة للمقالات في مثل هذا اليوم الذي جعله الله للمسلمين عيداً ولمحمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ذخراً وشرفاً وسؤدداً وكرامة ومزيداً، لكن من المهم التنبيه والإشارة إلى بعض ما هو متوقع من أفعال يقوم بها أولئك المخربون في مثل هذه المناسبات، فهي بالنسبة لهم فرصة ينبغي أن يستغلوها بشكل جيد، يرضي الأسياد ويؤكد لهم أنهم على النهج سائرون، وليستفيد من ذلك أولئك المكلفون هذه الأيام بتشويه سمعة هذا الوطن في جنيف.