سر الأسرار، والجوهر المصون، والسبب المرقوم، للهجوم الفارسي على السعودية، هو الحقد الدفين والضغينة تجاه أهل السنة والجماعة، والذي توارثته «آيات الله الفارسية» عن المجوسي «أبو لؤلؤة فيروز» غلام المغيرة بن شعبة، والذي قتل حليف المحراب، الناطق بالصواب، الذي أعز الله به النبي وصحبه، وأذل به الشيطان وحزبه، أمير المؤمنين «الفاروق» عمر بن الخطاب.
والحقيقة الساطعة الواضحة أن الحقد عقدة متأصلة عند الدولة الفارسية، لا يمكن لكيانها أن يقوم، ولا لوجودها أن يدوم من دونه، ومن بين الحقائق الأخرى، والواجب ذكرها أن «آيات الله الفارسية» ستروا سوءتهم برقعة «التشيع»، لتنفيذ مشروع شعوبي طائفي عنصري، فحرفوا مذهب الإمام جعفر الصادق، وحولوا مرجعية الشيعة الكبرى إلى «قم»، ليجدوا لهم على الشيعة العرب صفة الآمر.
لاحظ عزيزي القارئ الكريم، أننا نتحدث عن الدولة الصفوية وليس الصهيونية، والحقيقة إنه لا يوجد اختلاف جوهري أو كبير بين الاثنين، ويستطيع الدارس للشخصية الفارسية واليهودية «الصهيونية» أن يرصد تشابه العقيدتين من حيث التكوين النفسي، فكلاهما يعاني من عقدة النقص، والتي تمثل الأصل والمنبع والأساس لهجومهم وحقدهم وتآمرهم على العرب، وهو شعور مزمن نتيجة إحساس الفارسي واليهودي «الصهيوني» من قهر الطبيعة المحيطة، والتي فرضت عليه العيش وسط بيئة حتى الصخر فيها ينبذها ويرفضها ويكرهها، وهكذا يجد الفارسي والإسرائيلي نفسيهما داخل دائرة مليئة بالمرارة والقهر من الظروف المحيطة والتي تشكل بيئة رافضة لوجودهما فيها.
ولهذا كله، إذا ما أردنا فهم نفسية الفارسي والأسباب التي تدفعه للتآمر على شعوب ودول الخليج العربي، فعلينا دراسة نفسية سيكولوجية الإنسان المقهور.
مع الأخذ في الاعتبار أن النفسية الفارسية الحاقدة، والسلوك الشاذ المنحرف ليسا مختصين بالفرس تحديداً، بل هما عقدة مرضية تصيب كل من يتأثر أو يحتك بها، لذلك قد يلاحظ وجود جراثيم فارسية في وسط المجتمعات الخليجية العربية، تأثرت بالحقد الفارسي، وإن لم تكن فارسية في أصلها، أو إيرانية في بيئتها ومنشئها، فالفارسية وباء يمكن أن ينتقل بالهواء، فيصيب أجناساً أخرى عاشرت الفرس وتأثرت بهم.
والآن وبعد أن حللنا النفسية الفارسية، دعنا نجيب على السؤال المؤطر للمقال: لماذا الهجوم على السعودية؟
- لأنها العقبة المنفردة الأكبر، وآخر حائط صد أمام تنفيذ المخطط الأمريكي للمنطقة المسمى بـ»مشروع الشرق الأوسط الكبير».
- لأنها المعقل الأخير أمام المخطط الصفوي التآمري والمشروع الفارسي على عروبة دول الخليج والمنطقة.
- لأنها حجر عثرة -بل صخرة عثرة- أمام الأهداف الاستراتيجية البعيدة لإيران والذي تكسر عليه حلم الإمبراطورية الفارسية.
- لأنها أجهضت جهد أكثر من 30 عاماً من المحاولات الإيرانية الفاشلة لزعزعة أمن واستقرار منطقة الخليج وتدخلاتها الفجة في الشأن العربي، ومحاولتها إجهاض قوميتنا العربية عبر مخطط مشروع الهلال الشيعي والتي تهدف من خلاله إلى مد نفوذها والهيمنة على دول عربية كما حدث في العراق وسوريا واليمن مروراً بلبنان.
- لأنها من قطعت الأذرع الإيرانية ودابر الخونة والعملاء في البحرين، وأذنابهم الحوثيين في اليمن، وأخذت على عاتقها منع ملالي قم من تصدير الثورة الفارسية الخمينية وتحقيق رغبتهم المسكونة بإعادة إحياء حلم الحضارة الفارسية المدفونة في القادسية.
- لأنها قلب العروبة، ومنصة ارتكاز، ورافعة سياسية مضمونة لكل العرب، وحاملة لواء وشرف الأمة الباقية والوحيدة بعد انشغال مصر بتداعيات ما يسمي بـ»الربيع العربي».
- لأنها ستبقى أبد الدهر، مهد الإسلام وحصنه الحصين، وملجأه بعد الله تعالى إلى يوم الدين، رغم أنف كل صفوي أو عميل أو خائن لعروبته.
- لأنها تحمل على عاتقها هم الأمة الإسلامية جمعاء من مشرقها إلى مغربها.
- لأنها تشكل رقماً صعباً لما لها من حضور إسلامي وعالمي وعربي.
زبدة الحديث يا سادة:
لا صهيونية ولا إمبريالية بل مجوسية وصفوية، لكن ورغم كل ذلك، ستبقي راية التوحيد ترفرف في سماء بلاد الحرمين، ما ضرها نباح الكلاب. خلص الكلام.