تمر الأمة العربية والإسلامية بمرحلة خطيرة، تعتبر من أخطر المراحل، وهي مرحلة تقرير المصير، ولابد من أن تتوحد كلمتها وإرادتها في وجه العدو الأمريكي والصهيوني والإيراني، وإلا سيحدث ما لا تحمد عقباه.
ويكفينا ما نلاحظه من تدخلات إيران في منطقة الخليج العربي، خاصة محاولاتها العبث في البحرين من خلال عملائها وأذنابها السياسيين أو الدينيين، إذ بدأت إيران استغلال المنهج الطائفي في إستراتيجيتها التوسعيه اعتماداً على الشيعة في العالم، في محاولة يائسة للسيطرة على الدول الإقليمية، من خلال إثارة الفتن الطائفية وشق الصف بين أفراد المجتمع الواحد.
في بداية عهد الخميني وبعد سقوط الشاه عام 1979، وفي محاولة من إيران للسيطرة على الشيعة، قامت بتحويل المرجعية الشيعية من النجف إلى قم، ولاقت هذه الدعوة معارضة قوية من قبل المرجعيات الشيعية في العالم. وقد زاد الأمر وضوحاً في ظل الخطة الخمسينية الإيرانية، وهي تقوم على عدة نقاط منها، ضرورة امتلاك القوة والسلاح والسيطرة على الأراضي إضافة إلى الجانب السياسي والتفريخ السكاني.
سجل طويل من التدخلات الإيرانية في البحرين، منذ القرن الماضي، سواء أكانت سياسية أو إعلامية أو اقتصادية، بدأتها في عام 1919 بالمطالبة في أن تمثل البحرين في البرلمان الإيراني للحد من المشكلات الداخلية آنذاك في البحرين - على حد زعم إيران - وفي عام 1922 قامت إيران بمصادرة جوازات سفر البحرينيين بدعوى أنهم تحت رعاية إيران، واعتراض إيران بإسقاط الاتفاقية بين شركة النفط البريطانية بدون موافقتها، وفي عام 1951 تم تعميم المناهج في إيران، وأقرت وزارة التربية والتعليم الإيرانية أن البحرين تنتمي إليها، وتابعت تدخلاتها في عام 1957 بإعلان إلحاق البحرين بالتقسيمات الإيرانية وخصصت مقعدين في البرلمان الإيراني. وفي عام 1975 كان قرار ضم البحرين إلى إيران، وأطلقت عليها الإقليم الرابع عشر التابع للأراضي الإيرانية، أما من الناحية الإعلامية فقد خصصت إيران أكثر من 50 قناة فضائية تلفزيونية لبث سمومها ولإثارة الفتنة، ومن الناحية الاقتصادية يوجد لديها حساب خاص للبحرين تتلقى فيه الدعم المالي من أذنابها باعتبار البحرين جزءاً لا يتجزأ منها! كان الشاه أيضاً يطالب بضم البحرين ضمن الحكم الفارسي ولكن استفتاء عام 1970 حسم الأمر وأثبت عروبة البحرين، ونظراً لعقلانية الشاه، انصاع لإرادة الشعب البحريني في اختياره العروبي.
وفي عام 1979، ومع سقوط الشاه وظهور الثورة الخمينية، وتربع حكم الملالي في إيران، قام الساسة الإيرانيون برفع شعار تصدير الثورة من خلال ولاية الفقيه، وتبعته مطالبات بضم البحرين لإيران من خلال القيام بما يسمى «ثوره شعبية» لتغيير نظام الحكم في البحرين، ولكن كل تلك المحاولات الفارسية باءت بالفشل، وكان آخرها ما يسمي بـ «ثورة 2011» الفاشلة، ولعل المتابع للسلوك السياسي الإيراني يرى وبكل وضوح المسلسل الفاشل للسياسة التوسعية والتدخلات غير المبررة للنظام الإيراني، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، احتلال نظام الملالي للعراق، والفوضى السياسية والأعمال القمعية، وما نتج عنه من انشقاق وفوضي وظهور جماعات إرهابية، تهدد الداخل والخارج، وما يقوم به نظام الملالي من خلال دعمه لنظام الأسد في سوريا ضد شعبه، وتدخله في الشأن اليمني بدعمه للزمرة الحوثية المارقة، التي خرجت على الشرعية، كما لا ينسى العالم تعطيل الحياة السياسية في لبنان، من خلال ما يسمى بـ «حزب الله» الذي يستخدم نفوذه وسطوته في سبيل منع انتخاب رئيس للجمهورية ومن هنا نرى أن عقلانية الشاه ربما كانت أفضل للعالم من تهور نظام الملالي.?